- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مبادرة نداء أهل السودان حل لمشكلة أهل البلد.. أم حل لمشكلة العسكر والمدنيين؟
الخبر:
لا حديث في هذه الأيام في الوسط السياسي سوى عن مبادرة الطيب الجد، فكثير من الناس يرى حل المشاكل بالحوار والوفاق، والتي غالبا ما تكون تحت مظلة مبادرات كما هي مبادرة الشيخ الطيب الجد (مبادرة نداء أهل السودان) التي تجري حالياً.
التعليق:
لكي نحكم على مبادرة أهل السودان بصورة خاصة وأسلوب المبادرات بصورة عامة، فلا بد أن نجيب على سؤال، من أجل ماذا يتم الاتفاق أو الحوار؟ فإذا كان من أجل مشاركة الناس في حكم ديمقراطي علماني يفصل الدين عن الحياة، ويقيم الحكم على أساس دستور وضعي، وقوانين وضعية، فلا خلاف في بطلانه، فشكل الحكم في البلد هو حكم بغير ما أنزل الله، ولا تجوز المشاركة فيه، فالحكم بغير ما أنزل الله هو كفر، يقول سبحانه: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾. والحكم بما أنزل الله واجب أمر الله به رسوله والمؤمنين، حيث قال في كتابه: ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾.
فكيف يراد لأحزاب مختلفة في برامجها؛ علمانية، اشتراكية، ديمقراطية، وبعض المنسوبين للتيارات الإسلامية أن تشترك سويا في حكم البلاد؟! هذا يعني أن قضية هذه الأحزاب هي السلطة فقط، ولو طَبقت وحَكمت بغير برنامجها الذي تقتنع به؛ وهذا لأنه لا يمكن لنظام حكم أن يمثل جميع الأطراف المختلفة.
لقد تمت في آب/أغسطس 2019م اتفاقية بين المدنيين والعسكر فماذا كانت النتيجة؟ وماذا جنى أهل البلد غير ارتفاع الأسعار، وزيادة المعاناة؟ ثم وسّعوا المشاركة وأدخلوا الحركات المسلحة باتفاق جوبا في تشرين أول/أكتوبر 2020م، فماذا استفاد أهل البلد؟ هل تحققت مطالبهم التي خرجوا من أجلها، أم أن المشاكل التي خرجوا من أجلها تفاقمت وازدادت سوءاً؟!
ففكرة الحوار والتفاوض هي فكرة رأسمالية ليس الغرض منها حل مشكلة معينة، وإنما إرضاء الأطراف المتصارعة، وهذا في كل أنواع الحوارات، سواء أكانت بين الحكومة والحركات المتمردة، أو بين مجلس انقلابي وقوى سياسية، أو بين دولة ودولة كسد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، فيكون القصد من كل تفاوض أو حوار أو اتفاق هو إرضاء الأطراف المختلفة والمتصارعة وليس لحل المشكلة.
وإذا أُريد حل المشكلة فالأصل البحث عن أسبابها ثم الإتيان بمعالجات تعالجها. ففي موضوع الحوار الحالي فإن المشكلة هي أزمة حكم، فالأصل البحث عن نظام حكم يستطيع توفير الحياة الكريمة للناس، وليس في اجتماع الناس من أجل أن يحكموا، فالمشكلة في العربة وليست في السائق حتى نأتي بسائقين من كل طيف ولون سياسي!
إن النظام الذي يضمن لأهل السودان حياة كريمة ويطبق عليهم ما اعتنقوه من عقيدة، وما اقتنعوا به من أفكار، هو نظام الحكم في الإسلام؛ الخلافة، الذي هو تغيير انقلابي شامل لنظام الحكم الديمقراطي الغربي الوضعي القائم في البلد، فالخلافة الراشدة على منهاج النبوة هي النظام الأصيل، وليس البديل عن الأنظمة الفاسدة الفاشلة التي خلفها المستعمر في السودان، لها ولمثل هذا فليعمل الساعون لحل مشكلة السودان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باسل مصطفى – ولاية السودان