- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ضريبة الإنتاج أسس لها الاستعمار قبل خروجه
الخبر:
أصدرت هيئة الجمارك السودانية قراراً بإلغاء ضريبة الإنتاج عن السلع المحلية التي أضيفت في العام 2021، وبررت الجمارك الإلغاء تشجيعاً للصناعات المحلية وحمايتها وتشجيع الاستثمار، واعتبر اتحاد الغرف الصناعية إلغاء ضريبة الإنتاج خطوة للمساهمة في دفع الصناعة، وأكد اتحاد الغرف الصناعية أن قرار هيئة الجمارك بإلغاء ضريبة الإنتاج للمساهمة في دفع عجلة الإنتاج، يصب في مصلحة الناس.
التعليق:
بدأت ضريبة الإنتاج تحت مسمى رسوم الإنتاج منذ ثلاثينات القرن العشرين، وكانت تطبق على كل السلع المصنعة محلياً، بما فى ذلك الورش التي تصنع الأبواب والشبابيك ومصانع الثلج، بل حتى المطابع، وتتفاوت فئة الرسوم من 5% إلى 210%، وإدارة رسوم الإنتاج هذه تتبع للجمارك السودانية.
إن ضريبة الإنتاج هذه قد أسس لها الاستعمار كما أسس لأحكامه الاقتصادية والسياسية وغيرهما، قبل خروجه:
أولاً: إن قرار إلغاء ضريبة الإنتاج لا يشمل كل السلع وإنما سلعاً معينة هي خراطيش وخراطيم المياه وأنابيب ومواسير البلاستيك وصهاريج وخزانات المياه، وأبواب وألواح وبلاط السقوفات البلاستيك وبلاستيك شفاف، وأواني منزلية وأثاثات بلاستيك، زيوت العربات والصابون بأنواعهما، الرخام والسيراميك، والمواد الغذائية. هذه المواد وغيرها من السلع عندما تخرج إلى السوق ففيها نسبة ٦٦.٦٪ تقريبا ضريبة بمسميات مختلفة. ولذلك نجد أن أسعار السلع لم تنخفض وإنما تزداد ارتفاعا كل يوم.
ثانياً: إن اتحاد الغرف الصناعية عندما بحث ضريبة الإنتاج، بحثها من زاوية المنفعة التي تخص التجار وليس من زاوية الحلال والحرام الذي هو مقياس أعمال المسلمين، وإلا لطالب بإلغاء الضرائب بكل أنواعها، لأنها حرام، أخرج أبو داود، وابن خزيمة في صحيحيهما، والحاكم في مستدركه، والدارمي في مسنده، كلهم من رواية أبي إسحاق، وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ صَاحِبَ الْمَكْسِ فِي النَّارِ»، وعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: الَّذِي يَعْشُرُ النَّاسَ يَعْنِي صَاحِبَ الْمَكْسِ، والمكس يزيد من أسعار السلع والخدمات وقد نهى عنه ﷺ، فقد روى الحاكم في المستدرك، عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لَيُغْلِيَ عَلَيْهِمْ، كَانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يَقْذِفَهُ فِي مُعْظَمِ جَهَنَّمَ رَأْسُهُ أَسْفَلَهُ».
ثالثاً: إن الذى يزيل المنكرات والعنت عن الأمة، هو جعل الإسلام وحده أساس حياتنا، ولا يتسنى ذلك إلا بهدم أحكام الكفر القائمة في بلاد المسلمين وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم مشرف
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان