- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
عار على بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الكونغو الديمقراطية
(مترجم)
الخبر:
اقتحم سكان بلدة بيني الشرقية بجمهورية الكونغو الديمقراطية يوم الاثنين 15/8/2022 مكاتب بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (UN-MONUSCO) احتجاجاً على فشل البعثة الأممية في حماية أرواحهم.
التعليق:
منذ عام 1999 شكلت الأمم المتحدة من خلال قرار مجلس الأمن رقم 1279 قوة حفظ السلام لمراقبة عملية السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية في الحرب الثانية. عُرفت البعثة باسم بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (MONUC - Mission de l’Organisation des Nations Unies en République démocratique du Congo).
في تموز/يوليو 2010، تولّت بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، زمام الأمور واستبدلت بعثة منظمة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية حتى الآن.
نظراً لكونها توصف بأنها أكبر بعثات حفظ سلام للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فإن كلاً من بعثة منظمة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومونوسكو لديها أعلى معدلات الاستغلال الجنسي والاعتداء الجنسي على الأطفال والنساء. تم الإبلاغ في إحدى الحالات عن تعرّض فتاة تبلغ من العمر ستة عشر عاماً للاغتصاب على يد خمسة من "قوات حفظ السلام" أثناء جمع الطعام (شيرين بختي، الاستغلال والاعتداء الجنسيان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، 2019). كم هم شر هؤلاء الناس!
بصرف النظر عن الاغتصاب الذي ترتكبه قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما جعل البلاد تُلقب بـ"مدينة الاغتصاب"، فإن قوات حفظ السلام في الكونغو تشارك في تجارة الجنس والعنف الجنسي مع الفتيات والنساء الكونغوليات. وفقاً للمنظمة الدولية غير الحكومية "أنقذوا الأطفال"، في تقريرها لعام 2008 بعنوان "لا أحد يلجأ إلى"، أكدّ أن الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن ست سنوات يتاجرون بالجنس مع عمال الإغاثة وقوات حفظ السلام مقابل الغذاء والمال والأشياء الصغيرة. وقد بلغ إجمالي عدد الادعاءات المتعلقة بالاستغلال والاعتداء الجنسيين ضد بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية 623 بين عامي 2004-2009 فقط.
من الواضح أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تستغل حالة الفقر والبُعد في الكونغو. لا خجل من موظفي بعثة الأمم المتحدة، فبدلاً من القيام بواجبهم في حفظ السلام على النحو الصحيح، فإنهم ينغمسون في العنف الجنسي عن طريق إغراء ورشوة فتيات بريئات لا تتجاوز أعمارهن ست سنوات بالمال والاحتياجات الأساسية الأخرى مثل الطعام والملابس وما إلى ذلك. علاوةً على ذلك، أفادت التقارير أن أفراد حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة قتلوا مدنيين أبرياء في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 2013. وأثناء الاحتجاج الحالي، قُتل أكثر من 15 مدنياً وجُرح 50. المهمات التي يُتوقع منها حماية المدنيين والحفاظ على رفاهيتهم تقتلهم بدلاً من ذلك. يتذمر المدنيون ويثيرون قلقهم من تقاعس القوات عن أداء واجباتهم، بل إنهم يشاركون في اغتصابهم ونهبهم وحتى قتلهم.
إن الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية يجري بين دول أوروبية وخاصة بريطانيا ضد أمريكا على موارد الكونغو الوفيرة بما في ذلك الذهب والألماس. فبينما تستخدم أمريكا رواندا وأوغندا وبوروندي التي يحكمها رجال قبائل التوتسي المدعومين من أمريكا، تستخدم بريطانيا بعض دول جنوب أفريقيا الموالية لها مثل زيمبابوي وزامبيا وجنوب أفريقيا للتحقق من تحركات أمريكا.
إن ما تسمى بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لم يفعلوا شيئاً لمساعدة وإحياء عملية السلام في الكونغو، وبمعنى حقيقي، فإن وجودهم ليس لهذه الأغراض المحددة. بل تتمثل وظائفهم الرئيسية في حماية الرأسماليين الغربيين الاستعماريين أصحاب المصالح والاستثمارات والتأكد من أنهم يستغلون بسرعة وحرية ثروة جمهورية الكونغو الديمقراطية الهائلة من الموارد. لذلك لا ينبغي توقّع قيام هذه العصابات المسلحة البربرية باسم "قوات حفظ السلام" بإحلال أي سلام في الكونغو أو في أي مكان آخر، لأنهم جزء من المشكلة.
من أجل إحلال السلام ومساعدة شعب الكونغو الديمقراطية وأفريقيا والدول النامية ككل، نحتاج إلى اقتلاع جذري للرأسمالية وإعادة إقامة دولة الخلافة التي ستحمي المسلمين والعالم بأسره من كل أنواع الاستغلال والقمع.
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد بيتوموا
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا