الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ماكرون: "الإسلام لديه عدو هو فرنسا"!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ماكرون: "الإسلام لديه عدو هو فرنسا"!

 

 

 

الخبر:

 

أجاب الرئيس الفرنسي ماكرون يوم 2022/8/26 أثناء زيارته للجزائر على سؤال صحفيين عن "خيبة الأمل من فرنسا في عدد من الدول الأفريقية" فقال: "أريد ببساطة أن أقول للشباب الأفريقي، اشرحوا لي المشكلة، ولا تنجروا، لأن مستقبلكم لا يكمن في مناهضة فرنسا". وتابع قائلا: "نعم تنتقد فرنسا، تنتقد من أجل الماضي.. لأننا تركنا طويلا سوء التفاهم يترسخ، وأيضا بسبب تلاعب هائل" وقال: "لنكن واضحين، العديد من نشطاء الإسلام السياسي لديهم عدو هو فرنسا، العديد من الشبكات التي تحركها في الخفاء تركيا وروسيا والصين لديها عدو هو فرنسا". (عربي21، 2022/8/27)

 

التعليق:

 

إن الرئيس الفرنسي تعوّد الكذب والمغالطة والتزوير، ومحاولة التغطية على ماضي فرنسا وسمعتها الملطخة والسيئة لدى أهل أفريقيا الذين عانوا الأمرين من استعمارها وما زالوا يعانون.

 

نعم إن مستقبل شباب أفريقيا في مناهضة فرنسا والغرب المستعمر كله، حيث تسابق الأوروبيون على استعمار شعوب أفريقيا خاصة وشعوب العالم عامة، وما زالوا يفعلون. فقتلوا الملايين من أهلها، ونهبوا ثرواتهم وباعوا أعدادا كثيرة عبيدا في أمريكا. فإذا لم يعرف الشباب في أفريقيا عدوهم، ويأخذوا العبر من ماضيهم المرير، وإذا لم يبحثوا عن فكر صحيح بعيدا عن الفكر الغربي ومنه الفرنسي، فلن يتحرروا من ربقة الاستعمار ولن ينهضوا ويتقدموا ويسترجعوا ثرواتهم من الناهبين الفرنسيين وغيرهم من المستعمرين. وقد عاد المسلمون منهم يبحثون عن الفكر الصحيح في دينهم ويتمسكون بإسلامهم.

 

فرنسا لم تتغير، فالرئيس الفرنسي يكذب، فحاضر فرنسا هو كماضيها، كانت مستعمرة في الماضي وما زالت دولة مستعمرة، ولكنها تتخذ أساليب أخرى للاستعمار، ومنها الاقتصادي فما زالت شركاتها تنهب ثروات أفريقيا، وكما قال رئيسها السابق شيراك "لولا أفريقيا لكانت فرنسا مثل دول العالم الثالث في الهشاشة والفقر". فهناك 14 دولة أفريقية تتحول إيرادتها كلها إلى البنك المركزي الفرنسي، وربطت عملتها باليورو الأوروبي وكان سابقا الفرنك الأفريقي. وكما قال لويجي دي مايو نائب رئيس وزراء إيطاليا الأسبق عام 2019 عندما انتقدت فرنسا منع اللاجئين من أفريقيا للوصول إلى سواحل إيطاليا "إن فرنسا لم تتوقف عن ممارساتها الاستعمارية في عشرات من الدول الأفريقية. إن فرنسا هي واحدة من تلك الدول التي تطبع أموال 14 دولة أفريقية ما يحول دون التنمية الاقتصادية في هذه الدول، وتسهم في تكريس الحقيقة التي تتضمن مغادرة اللاجئين لبلادهم ليلقوا مصيرهم إما إلى الموت أو إلى الساحل المقابل"، وأضاف "لولا دول أفريقية لكان الاقتصاد الفرنسي في المركز الخامس عشر بين اقتصاديات العالم لا بين أكبر ستة اقتصادات في العالم". وقال: "إذا أرادت أوروبا أن تتحلى بالشجاعة، فلا بد أن توجه قضية إنهاء الاستعمار في أفريقيا"، ودعا المسؤول الإيطالي مايو "إلى فرض عقوبات على فرنسا بسبب سياستها تجاه أفريقيا التي تسبب الهجرة إلى أوروبا" (وكالة أنباء أنسا الإيطالية، 2019/1/20)

 

حتى إن وجه الاستعمار العسكري ما زال مستمرا، فلفرنسا قواعد عسكرية عدة ترابط في دول أفريقية عدة، فلها قواعد عسكرية في جيبوتي وتشاد والغابون والنيجر والسنغال وكوت ديفوار وأفريقيا الوسطى، وقد اضطرت مؤخرا إلى إغلاق قاعدتها في مالي وسحب جيشها. فهي تتدخل فورا للمحافظة على نفوذها واستعمارها وشركاتها التي تنهب ثروات البلاد بذريعة (محاربة الإرهاب)! فقد تدخلت في مالي عام 2014 بقوة مكونة من 12 ألفا وشكلت قوة أفريقية بجانبها اسمها دول الساحل. وقد خرجت مهزومة ذليلة يوم 2022/8/15 بعد سنة بالضبط من خروجها ذليلة مهزومة مع أمريكا وغيرها من دول الناتو الصليبية من أفغانستان. وقد دمرت هي وهذه الدول في عدوانها الصليبي أفغانستان وقتلت وشردت وأصابت الملايين من أهلها، أليس ذلك استعماراً؟ أليس ذلك هو ما فعلته في الماضي؟ فكيف يقوم الرئيس الفرنسي بالمغالطة والتزوير ومحاولة التغطية على الحقيقة ومحاولة تبييض صفحة فرنسا السوداء التي لا يمكن تبييضها مهما حاول ماكرون وكذب وخادع؟ وماذا فعلت هي وأمريكا وبريطانيا في الرقة بسوريا، وفي الموصل والرمادي بالعراق عام 2017؟ ألم يدمروا هذه المدن فوق رؤوس أهلها المسلمين؟ وماذا فعلت في أفريقيا الوسطى حيث تدخلت لإرجاع عملائها الذين سقطوا في انقلاب من منظمة سيليكا المشكلة من المسلمين، فقامت هي ومنظمة نصرانية حاقدة دعمتها باسم منظمة أنتي بالاكا عام 2014 وبدأت تهاجم بيوت ومحلات المسلمين وتنهبها وتحرقها فأدت إلى قتل الآلاف من المسلمين وتشريد نحو مليون من منازلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم؟

 

أما تركيا التي حاول ماكرون الزج بها في الموضوع، فهي وفرنسا في حلف واحد، وبالأمس كال لها المديح وتصالح مع رئيسها أردوغان الذي يحرص على تطبيق النظام العلماني المستورد من فرنسا وعلى القوانين الغربية المستوردة من عندكم أيها الغربيون المستعمرون، فعندما قررتم الانسحاب من تركيا أنتم والإنجليز بعد الحرب العالمية الأولى حرصتم على هدم الخلافة وإقامة جمهورية علمانية ديمقراطية تبيح كل محرم، وتركتم عملاء لكم أصبحوا أسرى فكريا وسياسيا لكم، لا يستطيعون الانفكاك من أسركم الفكري والسياسي، ويتحالفون معكم في حلفكم الناتو الصليبي ويحاربون إلى جنبكم.

 

وأما روسيا، فما زلت يا رئيس فرنسا تتزلف إليها لتوقف حربها في أوكرانيا، وكنت أنت ومن سبقك من رؤساء فرنسا أصدقاء لرئيسها المجرم بوتين، بل تحالفتم معه. ولم تعترضوا عليه وهو يدمر سوريا ويقتل أهلها المسلمين الذين كان لهم توجه سياسي إسلامي لإعادة الخلافة وتطبيق حكم الإسلام، وحتى اليوم أنت وبلدك توافقون على التدخل الروسي ضد المسلمين الساعين لإعادة مجدهم.

 

وأما الصين فما زالت علاقة فرنسا جيدة معها وعلاقاتها التجارية قوية، ولم تقم بأي عمل لتضغط عليها وهي تضطهد المسلمين في تركستان الشرقية المحتلة.

 

فكلكم؛ من روسيا إلى الصين، ومن بلدكم فرنسا إلى أمريكا مرورا بكل الدول الأوروبية تعادون ما أطلقتم عليه الإسلام السياسي، وتضطهدون المسلمين في بلادكم وفي البلاد الأخرى، ويلحق بكم أتباعكم المشوهون فكريا والأنظمة التي أسستموها في العالم الإسلامي، فكلها تعادي عودة الإسلام إلى الحكم وتحرص على التبعية للغرب وتطبيق قوانينه والالتزام بدساتيره وتضطهد حملة الدعوة.

 

إنكم تعنون بالإسلام السياسي عودة الإسلام إلى الحكم، وهذا حق، فالإسلام كله فكر سياسي، فعقيدته روحية سياسية ينبثق عنها نظام للحياة ينظم شؤون الناس كافة فيما يتعلق بدنياهم وآخرتهم. وأنتم تكادون تتفجرون غيظا من سماعكم أو رؤيتكم التزام المسلمين بإسلامهم ورغبتهم في عودته إلى الحكم وتشوقهم إلى إقامة الخلافة، وتشتدون غيظا عندما ترون الناشطين والأحزاب الإسلامية العاملة لنهضة المسلمين وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ﴿قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ‌ إِنَّ اللّٰهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسعد منصور

آخر تعديل علىالخميس, 01 أيلول/سبتمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع