- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾
الخبر:
أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، تشكيل لجنة تحقيق لتحديد المسؤولين عن وضع السلاح بيد من فتحوا النار على المتظاهرين، كما هدد بإعلان خلو المنصب حسب المادة 81 من الدستور، وذلك بعد نشوب نزاع السلاح المنفلت مع السلاح المنفلت على حدّ وصفه. (وكالة الأنباء العراقية، 2022/8/31)
وفي سياق آخر دعا رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح إلى إجراء تعديلات دستورية وانتخابات مبكرة. (وكالة العين الإخبارية، 2022/8/31)
التعليق:
قد علمتنا أحكام الإسلام، ما في الإسلام من حرمة إراقة دماء المسلمين فيما بينهم. قال تعالى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾، وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول ﷺ قال: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ».
لا يزال المستعمر يخلق الفوضى، وعلى رأس القائمة أمريكا، فقد اعتادت بسط نفوذها وتحقيق أجنداتها عبر خلق الأزمات وإشعال الفتن بواسطة عملائها وأذرعها في بلاد المسلمين، فتُراق الدماء، وتُنتهك الحرمات، وتشتعل الأزمات، فتخضع الشعوب وتنقاد لما يرومه المستعمر.
وما هذه الأحداث إلا حلقة من تلك السلسلة الآثمة، فأمريكا تريد الضغط باتجاه حل الفصائل المسلحة الموالية لإيران، والتي وصفها الصدر بالوقحة، وقال عنها: إنّها لو حُلّت لما حصل الذي حصل، وأطلق نداءً لإيران بكبح جماح بعيرها، على حدّ وصفه.
ثمّ يدعو رئيس العراق برهم صالح، إلى تعديلات دستورية، وانتخابات مبكرة! هكذا اعتاد ساسة الخذلان معالجة الأزمات، بإجراءات لا تعدو كونها تخديرية لكبح هيجان الشعوب وإسكات مطالبهم لا تحقيقها، بتعديلات عوراء على دستور شُرّع من دون الله تعالى.
أما آن لخير الأمم أن تصحو؟ أما آن لها أن تعي؟ أما آن لها أن تُدرك أن لا ملجأ لها ولا منجى إلا بالعودة للنبع الصافي والشرع الوافي الذي أكرمها الله تعالى به فكانت يوم انقادت له خير الأمم ورأس الهرم؟
أيّها المسلمون في العراق:
كم من الدماء ستسيل بعدُ لتصحوا وتعوا؟ كم من الأزمات تأكل الأخضر واليابس تمر بكم لتَرجعوا إلى ربّكم؟ متى تعُون أنّ هؤلاء الرؤوس الذين تتبعونهم إنّما يسوقونكم لخُذلان الدنيا والآخرة؟ يقول تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾ [هود: 113]
انفضوا عنكم غبار التيه الذي ألقته عليكم سِنُون التجهيل، وارفعوا سقف مطالبكم واطلبوا رضا ربكم، فتنالوا نصيبكم من الخير في الدنيا والآخرة، واعلموا أنّكم لن تنالوا خيراً إن لم ترجوه من منبعه، فإن رجوتموه من ساسة الفساد، وحكام العمالة، خِبتم وخاب فألكم، ولئن رجوتموه ممن بيده الخير، صُبّ عليكم الخير صبّا، قال تبارك وتعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ﴾ [الأعراف: 96]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال زكريا