- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
شعار اليوم العالميّ للطّفل 2022 "كلّ طفل له كلّ الحقوق"
شعارٌ يَسقط قبل أن يُرفَع
الخبر:
رفضت سلطات الاحتلال، يوم الخميس، الإفراج عن الأسير المقدسيّ أحمد مناصرة. جاء ذلك بحسب ما أفاد نادي الأسير الفلسطينيّ، في بيان ذكر خلاله أنّ "محكمة الاحتلال رفضت اليوم، الاستئنافات التي قدّمها طاقم الدّفاع عن الأسير أحمد مناصرة، في محكمة بئر السّبع".
وذكر البيان أنّ الاستئنافات، طالبت "بإلغاء قرار اللّجنة حول تصنيف ملفّ مناصرة كملفّ إرهاب، وللمطالبة بالإفراج عنه". ونظرت المحكمة المركزيّة في بئر السّبع اليوم، في ملفّ الأسير، في أعقاب الاستئناف الذي قدّمه طاقم الدّفاع بعد تمديد عزله الانفرادي لستّة أشهر أخرى ورفض لجنة الإفراجات المبكّرة في سجن الرّملة (سجن أيالون)، مؤخّرا، طلب الإفراج المبكّر عنه.
وفي وقت سابق، أفاد طاقم الدّفاع عن الأسير، بأنّ لجنة الإفراج الخاصّة التّابعة لسلطة السّجون، قرّرت تصنيف ملفّ الأسير مناصرة ضمن قانون الإرهاب، إذ قرّرت أنّ قضيّة الأسير مناصرة هي عمل إرهابيّ، حسب تعريف قانون مكافحة الإرهاب. (مدار نيوز 2022/09/01)
التّعليق:
أحمد مناصرة هو من مواليد 22 كانون الثاني/يناير 2002 بمدينة القدس المحتلّة، أسرته قوّات الاحتلال حين كان عمره 13 عاماً هو وابن عمّه حسن 15 عاما بتهمة تنفيذ عمليّة طعن. أُطلق الرّصاص عليهما وتعرّضا لهجوم من المستوطنين بالدّعس والضّرب، حتى استشهد حسن، وأصيب أحمد إصابات بالغة منها كسر في الجمجمة.
بالرّغم من أنّ قانون كيان يهود يمنع محاكمة طفل دون 14 عاما أو اعتقاله فقد اعتقلوا أحمد وعذبوه وعرضوه للتّحقيق القاسي. لم تشفع لأحمد طفولته البريئة أمام عنجهيّة وجبروت الاحتلال وضّبّاطه الذين يحقّقون معه. تعرّض رغم صغر سنّه إلى شتّى أنواع التّعذيب والتّنكيل وصُنِّف ملفُّه ضمن "قانون الإرهاب".
عمر أحمد اليوم تقريبا 21 عاما ولا يزال أسيرا في سجون الاحتلال. هذا المغتصب الذي يدّعي محاربة الإرهاب والحال أنّه الرّاعي له والقائم عليه، احتلّ فلسطين وهجّر أهلها، وقتل الآباء والأبناء والنّساء، وأرعب الصّغار ووأد الطّفولة والبراءة فيهم.
قتل حسن وأرهب أحمد وأرعبه، فما كان من هذا الأخير إلّا أن يقرّ بما لم يفعل وينطق بعبارة عرف بها وتناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التّواصل "مش متذكّر". ها هو الإرهاب يتّهم البراءة والطّفولة بالإرهاب ويصرّ على أن يثبّت التّهمة ليقبع طفل في الـ13 من العمر في زنزانة ويعاقب بالحبس الانفرادي ويقضي طفولته هناك ليصبح شابّا وقد أنهكت الأمراض جسمه الصّغير وضاعفت ظروف الاعتقال من تدهور حالته النّفسيّة السّيّئة.
أشار نادي الأسير إلى أنّ "36 خبيراً نفسيّاً توجّهوا إلى رئيس دولة الاحتلال بطلب للإفراج عن مناصرة بشكل فوريّ بسبب تردّي حالته الصّحّيّة داخل معتقلات الاحتلال" (المحامي زبارقة). ولكنّ الاحتلال يرفض ويصرّ على عدم الإفراج عن مناصرة ممعنا في إذلال الطّفولة، راميا عرض الحائط بكلّ تلك الشّعارات التي تنادي باحترام الطّفل وحقوقه في العيش الآمن والكريم.
"كلّ طفل له كلّ الحقوق" هو شعار اليوم العالميّ للطّفل لهذه السّنة 2022. فللطّفل الحقّ في حياة آمنة وكريمة ولا بدّ من الحفاظ على حقوقه الجسديّة والنّفسيّة. فأين منظّمة اليونيسيف ممّا يحدث في فلسطين وكيان يهود يضع "الأطفال الفلسطينيّين الأسرى داخل سجونه بما يشبه الأقفاص" (ألكساندريا أوكاسيو كورتيز - عضو الكونغرس الدّيمقراطيّة عن مدينة نيويورك)؟
أين هذه المنظّمة وأطفال فلسطين يعانون داخل سجون يهود؟!
كشف بلال عودة، من الشبكة الفلسطينيّة العالميّة للصّحّة النّفسيّة، أنّ هناك 8-10 حالات نفسيّة صعبة داخل سجون الاحتلال تقترب من حالة أحمد مناصرة وتزيد عليها، ومنهم من يعاني من أكثر من مرض نفسيّ في آن واحد.
وفي بيان لها قالت هيئة شؤون الأسرى إنّ الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، تمكّنت من الانتصار بتحقيق مطالبها وإلغاء العقوبات المفروضة عليها منذ سنوات. أتساءل أيّ انتصار هذا الذي تزفّ؟ عن أيّ مطالب تتحدّث؟ أين هي ممّا يجري لأحمد مناصرة منذ سنوات وهو الطّفل الذي صار شابّا وراء القضبان وما زال أسيرا وقد قضى الاحتلال الإرهابيّ برفض الإفراج عنه؟ ماذا عن الأطفال القابعين وراء القضبان؟ من لهم؟
إنّ ما يحدث للأطفال في فلسطين وفي كلّ بلاد المسلمين لأمر محزن تنفطر له القلوب ولا حلّ له إلّا بإمام يذود عنهم وعن كلّ مسلم ومسلمة بل عن كلّ من له تابعيّة لدولة الإسلام التي تحكم بأحكام شرعه العادلة المنصفة، ولا سبيل لطرد يهود من فلسطين إلّا بدولة العزّ التي ستعيد للأمّة مكانتها وقيادتها. ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت