الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تداعي الذئاب على بلاد المسلمين... بغياب الراعي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تداعي الذئاب على بلاد المسلمين... بغياب الراعي

 

 

 

الخبر:

 

شفق نيوز/ أكد السفير الصيني في العراق تسوي وي، يوم الأربعاء الموافق 2022/09/07م، التزام بلاده بالمبادرة الخامسة للتعايش السلمي ومنها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، فيما لفت إلى أن الاتفاقية الصينية تأتي لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين.

 

وأوضح أن "الاتفاقية الصينية العراقية هي لتعزيز التعاون والتبادل بين البلدين، ومن ضمنها مشروع بناء المدارس في العراق، وأن السفارة لا تتدخل بعمل المشاريع، وهناك المزيد من المشاريع ضمن الاتفاقية بين العراق والصين".

 

وبين تسوي وي، أن "الشركات الصينية قدمت مساهمات إيجابية تجاه إعمار العراق بعد الحرب، وستواصل بكين تعاونها مع بغداد، للمشاركة في بناء حزام طريق الحرير".

 

وانتقدت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية تعاون العراق المتنامي مع الصين، محذرة من أن بكين تستخدم القوة الناعمة للتغلغل في الاقتصاد العراقي وخاصة في القطاع النفطي، وذلك في غياب الاهتمام الأمريكي، مستفيدة من علاقتها مع المليشيات العراقية، وأجواء الفساد القائم في البلد.

 

التعليق:

 

إن مشروع طريق الحرير الصيني هو من أهم المشاريع الاستراتيجية بالنسبة للصين، فهي من خلاله تحقق الهيمنة الاقتصادية والسياسية على أغلب الدول التي يمر بها هذا الطريق.

 

وفي المقابل فإن لدى أمريكا مخاوف كبرى من هذا المشروع متمثلة في تقويض همينتها السياسية والتجارية، ما جعلها تخوض حرباً تجارية مع الصين، واتخذت إجراءات عدة للحيلولة دون قيامه، منها:

 

ا- الانسحاب من أفغانستان: فبالرغم من هزيمة أمريكا في أفغانستان وعجزها عن فرض نظامها وخارطتها السياسية للبلد على مدى عقدين من الزمن، إلا أنها جعلت لها ثمرة من هذا الانسحاب، وهذا ما ذكره تقرير لصحيفة آسيا تايمز، الصينية، الأربعاء 7 تموز 2021، وقد ورد فيه "أكثر ما تخشاه الصين بشأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان: إحياء حركة تركستان الشرقية الإسلامية، لكن بالنسبة لبكين، فإن القلق ليس مجرد انتشار الأفكار المتطرفة بين مسلمي الإيغور في أفغانستان المجاورة. بل إنه التهديد الذي يمكن أن يشكله تجدد التطرف على مبادرة الحزام والطريق الاستراتيجية في المنطقة، وليس أقلها في باكستان".

 

ب- الفوضى والقلاقل: إن استمرار الفوضى والقلاقل في بعض بلدان طريق الحرير كسوريا والعراق، يعرقل هذا المشروع، لأنه لا يمكن قيام هكذا مشروع في بلد غير مستقر، فأمريكا لديها الإمكانية لحلحلة الوضع وإنهاء المهزلة السياسية الحاصلة في العراق، لكنها تأبى ذلك، فهو جزء من مخطط يصب في مصلحتها.

 

أيها المسلمون في العراق: إن أمريكا والصين لا ينظران إلا إلى مصالحهما، فالصين لأجل مشروعها تغرق العراق بقروض تصل إلى خمسمائة مليار دولار يتم تسديدها خلال خمسين عاما، من كلفة تصدير النفط بمعدل 300 ألف برميل يوميا وبسعر 50 دولارا، وإذا عجز العراق عن التسديد في الموعد المحدد فإنه سيكون تحت طائلة التبعية الذليلة للصين. وأمريكا لأجل مصلحتها في عرقلة هذا المشروع، فهي مستعدة لحرق العراق وتدميره، بفوضى سياسية وصراع دموي.

 

أيها المسلمون: هذا هو حال الأمة عندما يغيب عنها سلطانها؛ تتداعى عليها الأمم، وتصبح بلادها ساحة حرب لأعدائها، تُنهب ثرواتها، ويُقتَّل ويُهجَّر أبناؤها.

 

فلا خلاص لكم ولا تبديل لحالكم، إلا بوضع الوهن عن كاهلكم، وجعل قضية الإسلام وتحكيم شرع الله قضيتكم المصيرية، فإما أن يعيش المسلم عزيزا، أو يموت وهو كريم، ومن أقوال الحسين عليه السلام "إني لا أرى الموت إلّا سعادة والحياة مع الظالمين إلّا برما"، فكونوا كما أرادكم الله أن تكونوا، ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مازن الدباغ

آخر تعديل علىالسبت, 10 أيلول/سبتمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع