- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مأساة باكستان المتكررة
الخبر:
قالت السلطات الباكستانية يوم الأربعاء الماضي إن 18 شخصاً آخرين لقوا حتفهم جراء الفيضانات غير المسبوقة والتي غمرت أكثر من ثلث مساحة البلاد وشردت مئات الآلاف.
وارتفع بذلك عدد ضحايا الفيضانات إلى 1343، وتضرر نحو 33 مليوناً من السكان البالغ عددهم 220 مليوناً من الكارثة التي يقدر المسؤولون خسائرها بما لا يقل عن عشرة مليارات دولار. (صفحة تركيا عربي، الأربعاء 2022/09/07)
التعليق:
تتعرض باكستان كغيرها من الدول في تلك المنطقة لهطول الأمطار الموسمية الغزيرة أو أمطار الموسون كما يطلق عليها، ويكون ذلك في أواخر الشهر الثامن وأوائل التاسع من كل عام. وفي الوقت نفسه تبدأ ثلوج الجبال بالذوبان ما يتسبب بسيول تكون في غالب الأحيان جارفة شديدة القوة، كل ذلك يؤدي إلى حدوث فيضانات كارثية كالتي نشاهدها اليوم.
لقد تكررت هذه الفيضانات بشكل سنوي تقريبا وفي الوقت نفسه من كل عام، مع تفاوت في أعداد الضحايا والأضرار الناجمة عنها. إلا أن أثر هذه الفيضانات كان دائما كارثيا ومأساويا. إنه وبالرغم من كونها مأساة متكررة، إلا أن ذلك لم يدفع حكام باكستان لاتخاذ تدابير جدية لمنع تكرار هذه الكارثة، كبناء السدود مثلا، أو حفر القنوات الضخمة، أو توسيع مجرى الأنهار وتعميقها، أو أي تدابير وحلول مشابهة يكون من شأنها استيعاب السيول والأمطار أو حتى تخفيف وطأتها وحصر الأضرار الناتجة عنها.
صحيح أن إنجاز هذه التدابير والحلول يحتاج لبحوث ودراسات تتبعها مشاريع ضخمة وتكاليف باهظة، إلا أن هذا ما توجبه رعاية الشؤون على الحاكم، فعمل الحكام الرئيسي هو رعاية شؤون الناس لا سرقة ثرواتهم والاستئثار بها، ولكن هيهات هيهات لحكام باكستان أو غيرهم من رويبضات المسلمين أن يعوا ماهية رعاية الشؤون وواجباتها.
إن حكام السوء في بلاد المسلمين لا شغل لهم إلا تأمين مصالح أسيادهم من الكفار المستعمرين وتمكينهم من ثروات البلاد ومقدراتها مقابل البقاء في كرسي الحكم، ليس لهم أدنى شعور بالمسؤولية تجاه شعوبهم، ولهذا فإننا نرى مآسي المسلمين تتعاظم وتتكرر وستبقى كذلك طالما بقي المسلمون دون إمام جنة يحمي بيضتهم، ويرعى شؤونهم، ويرى في رعايته للناس تقربا إلى الله تعالى وتعبدا له.
نعم، إن مصاب المسلمين في حكامهم مصاب جلل، بل إن هؤلاء الحكام هم المأساة الحقيقية، ولا خلاص للمسلمين إلا باقتلاعهم وأنظمتهم من الجذور، واستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل