- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
روسيا تعزّز الوجود العسكري في آسيا الوسطى
(مترجم)
الخبر:
أعلن وزير الدّفاع الروسي سيرغي شويغو عزم موسكو تعزيز القواعد العسكرية في طاجيكستان وقرغيزستان فيما يتعلّق بالوضع في أفغانستان. وأدلى شويغو هذا التصريح على خلفية التدريبات العسكرية في طاجيكستان "التعاون الإقليمي - 2022" بمشاركة دول آسيا الوسطى وأمريكا ومنغوليا وباكستان.
وكشف شويغو عن خطط موسكو لتعزيز القواعد العسكرية في آسيا الوسطى في اجتماع دول منظمة شنغهاي للتعاون في طشقند، معلناً التّهديد المتزايد لأمن المنطقة من أفغانستان، فقال: "لا يزال التحدّي الأمني الخطير في آسيا الوسطى هو الوضع في أفغانستان، حيث أصبحت المنظمات الإرهابية الدولية مثل تنظيم الدولة والقاعدة أكثر نشاطاً. على خلفية المواجهة المسلّحة المستمرة، يتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وتزرع أيديولوجية التطرّف الديني، وتزدهر تجارة المخدرات والجرائم العابرة للحدود. من جانبنا، نعمل على زيادة الاستعداد القتالي للقواعد العسكرية الروسية في قرغيزستان وطاجيكستان، فضلاً عن قوات الاستجابة الأخرى لمواجهة حالات الأزمات المحتملة".
التعليق:
يُشير المراقبون إلى أنّ هذا البيان يرجع في المقام الأول إلى إضعاف النفوذ العسكري السياسي الروسي في منطقة آسيا الوسطى على خلفية فشل الغزو في أوكرانيا، وليس مع وجود أي تهديد حقيقي. إذا كان هناك تهديد كبير بالتدخل من أفغانستان، فلن ينقل الاتحاد الروسي جزءاً من وحداته المتمركزة في طاجيكستان إلى الحرب في أوكرانيا، فإنّ أمن المنطقة هو آخر اهتمامات الكرملين.
يعتقد المحلل السياسي القرغيزي عادل توردوكولوف أن موسكو تحتفظ بنقاط توتّر حتى لا تفقد نفوذها في آسيا الوسطى. ومن الأمثلة على ذلك، في رأيه، العلاقة بين طالبان ودوشنبه، حيث يقول:
"شويغو، من ناحية، يتحدث بشكل صحيح عن بعض التحدّيات القائمة في آسيا الوسطى، ومن بينها الوضع في أفغانستان. إنّ هذا أمر خطير للغاية، خاصة بالنسبة لطاجيكستان المجاورة لها؛ لأن هناك مشاكل كثيرة بين دوشنبه وكابول، لكن هناك أسباب أخرى مخفية في كلمات شويغو؛ لأن الموقف الجيوسياسي لروسيا يضعف في المنطقة. نرى أن دول آسيا الوسطى تبتعد عن الكرملين وتحاول إدارة سياستها الخارجية الخاصة. احتكرت موسكو الأمن السياسي والعسكري في المنطقة. والآن هم خائفون من فقدان ورقتهم الرابحة، وهذا يقلقهم بشدة، الآن تصرفات روسيا موجهة نحو أوكرانيا، كما أنها موقع مواجهة مع الغرب. ربما، إذا ظهرت بؤرة صراع أخرى، فسيضطر الغرب للتفاوض مع روسيا. لذلك، موسكو لديها سبب لخلق بؤر صراع في مناطق أخرى".
يُشار إلى أنه بعد بيان شويغو مباشرة ظهرت بعض المنشورات في وسائل الإعلام الروسية عن قيام طالبان بنشر قوات إضافية وعربات مدرّعة على الحدود مع طاجيكستان. فعلى سبيل المثال، ذكرت البوابة الروسية "Avia.Pro" و"الشؤون العسكرية" أن دبابات ومركبات مدرعة أخرى تابعة لحركة طالبان شوهدت تتحرك باتجاه حدود طاجيكستان، وذكرت: "نحن نتحدث عن نشر مجموعة كبيرة من الإرهابيين على مقربة نسبيا من الحدود مع هذه الدولة، وهو ما قد يكون دليلاً على أنّ الإرهابيين يستعدون لمهاجمة طاجيكستان".
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد منصور