- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحوار بين السعودية وإيران يؤكّد على ولائهما لأمريكا
الخبر:
نقلت سي إن إن عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاثنين 2022/09/12 قوله عن محادثات بلاده مع السعودية إنّ "إيران دخلت في الحوار انطلاقاً من مبدأ استخدام القدرات الإقليمية"، وأضاف أن "الحوار استمر على 5 مراحل، وتم التوصل خلالها إلى اتفاقات".
وذكر كنعاني في مؤتمر صحفي: "تركيزنا ينصب على اتخاذ نهج بنّاء"، وتابع أن "إيران سترد بشكل مناسب على أي عمل وخطوة بنّاءة"، وأکّد أنّ المضي في المفاوضات مع السعودية "يتوقف على تنفيذ التفاهمات السابقة، ونرحب بأي خطوة إيجابية"، وذلك وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
وبشأن الأزمة اليمنية، قال: "لطالما أكّدت إيران على حل الأزمة اليمنية بالطرق الدبلوماسية، وشددت على ضرورة استمرار وتعزيز عملية وقف إطلاق النار فيه لكن ما يمكن أن يسهم في توطيد عملية وقف إطلاق النار هو رفع الحصار عن اليمن وتلبية احتياجات الشعب اليمني المحاصر".
التعليق:
إنّ كلام المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية يؤكّد على علاقات توافقية بين إيران والسعودية منذ وقت طويل، فهو يقول إنّ "الحوار استمر على 5 مراحل، وتم التوصل خلالها إلى اتفاقات"، وهذا يعني أنّ الحوار مُستمر بين الدولتين مُنذ فترة طويلة، وأنّه يُفضي إلى اتفاقيات، وأنّ الطرفين مُتفقان على مسائل الحوار بينهما كالعلاقات الثنائية والنزاع اليمني.
وبما أنّ السعودية تُعلن دائماً عن وجود شراكة استراتيجية دائمة مع أمريكا، وعن تنسيق كامل بينهما في اليمن وفي غير اليمن، فهذا يعني أنّ أمريكا مُوافقة على هذا الحوار تحديداً، بل وتُشجّعه، وإنّ الإعلان عن وجود اتفاقيات بين إيران والسعودية يعني أنّ الصراع في اليمن ليس بين إيران والسعودية قطعاً، بل الصراع هو بين السعودية وإيران من جهة وبين أطراف أخرى تُشارك في هذا الصراع من جهة أخرى، وبما أنّ دولة الإمارات مُنخرطة في الحرب اليمنية فإنّها هي الطرف الذي يخوض الصراع ضد السعودية في اليمن.
والإمارات ليست دولة كبرى ولا يمكن أن تنخرط في الصراع بدون دعم دولي، وبما أنّ بريطانيا هي المستعمر الأصلي للإمارات، وعلاقاتها بها سياسيا علاقات وطيدة، فالمرجح أنّ بريطانيا والإمارات هما طرف الصراع في اليمن ضد السعودية وإيران.
ومن هنا فهمنا أنّ تصريح المسؤول الإيراني هذا قد كشف زيف لعبة وجود صراع بين إيران والسعودية، وأكّد أنّ الدولتين مُتفاهمتان ومُتوافقتان في السياسة الخارجية، وأنّ سياستهما تخدم حقيقةً المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأمّا الجعجعات الإعلامية ضد بعضهما بعضاً، فهي لذر الرماد في العيون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني