السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أوروبا ووهْم الحَمل!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أوروبا ووهْم الحَمل!

 

 

 

الخبر:

 

أجرى المستشار الألماني أولاف شولتز مكالمة هاتفية استمرت حوالي 90 دقيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأعلن بعد المكالمة أنه لم يلحظ أي تغيير في موقف بوتين من الحرب على أوكرانيا. وأضاف "للأسف لا أستطيع أن أقول لكم إن هناك رؤية ظهرت تفيد بأن بدء هذه الحرب كان خطأ"، مشيرا إلى أنه "لم يكن هناك ما يشير إلى حدوث مواقف جديدة هناك".

 

التعليق:

 

بعد انسحاب أمريكا المخزي من أفغانستان دون مشاورة الحلفاء ومنهم أوروبا، وسيطرة حركة طالبان على الحكم، تحرَّك المفوض الأعلى للسياسة والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ودعا، في 2 أيلول/سبتمبر إلى اجتماع عُقد في سلوفينيا لوزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي، بشأن إنشاء قوة الرد السريع الأوروبية، وقال: "لقد أظهرت أفغانستان أن تأخرنا في الاستقلال الذاتي الاستراتيجي تترتب عليه تكلفة، وأن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو توحيد قواتنا، وتعزيز، ليس فقط قدراتنا، ولكن أيضاً إرادتنا في العمل". وانتهى الاجتماع، دون الحصول على ضوء أخضر من الدول الأعضاء في اجتماع دفاعي وتشكيل قوة أوروبية قوامها 5000 فرد.

 

 وأول من طرح قضية تشكيل جيش أوروبي موحد، هما الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران، والمستشار الألماني الأسبق هلموت كول في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي وجاءت الحرب في يوغوسلافيا لتعيد إحياء المشروع بقوة من طرف الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير. ومما ورد في البيان المشترك: "يجب أن يتمتع الاتحاد الأوروبي بالقدرة على القيام بأعمال مستقلة، بدعم من قوات عسكرية ذات مصداقية".

 

أرادت أوروبا ممثلة في فرنسا وألمانيا، خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تشكيل قوة دفاع أوروبي مشتركة في محاولة منها للتقليل من الاعتماد على أمريكا على الصعيد العسكري، ووقعت أكثر من 20 دولة من الاتحاد الأوروبي بينها ألمانيا وفرنسا يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 على ميثاق للدفاع ودمج التخطيط العسكري وتطوير الأسلحة والعمليات العسكرية بهدف خلق عهد جديد من التكامل العسكري على الصعيد الأوروبي لتدعيم وحدة الاتحاد وجعله أكثر تماسكا في التعامل مع الأزمات الدولية، في أعقاب قرار بريطانيا الخروج منه.

 

وقالت المستشارة الألمانية السابقة، ميركل، في هذا الإطار "إن البريكست ليس حدثاً عادياً، إنه يشكل منعطفاً في تاريخ الاتحاد الأوروبي لذلك يتوجب علينا إعداد رد حذر".

 

ما تريده دول أوروبا، هو أن يكون لها دور في النزاعات الإقليمية والدولية، بعد أن أدركت جيداً، أن دورها ضعيف، وأن دورها السياسي، لا يمكن أن يكون قوياً بدون وجود قوة عسكرية وأمنية داعمة للقرار الأوروبي، لذا صعد الرئيس الفرنسي تصريحاته النارية ضد الهيمنة الأمريكية والناتو وحذر من موت الناتو سريريا، ومحاولة الاستقلال الذاتي وبناء قوة أوروبية مشتركة. وهنا يصبح القول إن التوجهات الأوروبية، بمثابة خطر حقيقي على القيادة الأمريكية. وأوروبا لو توحدت تملك مقومات الدخول بالمعترك الدولي وتغيير الموقف الدولي، وقد أدركت أمريكا طموحات أوروبا بين صوت يعلو مصرحا بذلك وهي فرنسا، وبين صوت خافت يختار ألفاظه بعناية، وحذر مع الإقرار بأن التغيير يحتاج وقتا طويلا.

 

وهنا هدد ترامب أوروبا بالانسحاب من الناتو ليكشف ظهرها لروسيا بعد سلسلة من فك القيود ضد روسيا في المعاهدات الثنائية المشتركة مع أمريكا ليجعل منها بعبعا قويا وجرس إنذار لأوروبا الخائفة والمترددة نتيجة عدم وحدة القرار السياسي وارتهان قرار بعضهم لواشنطن، وأدركت أمريكا أن بقاءها دولة أولى معرض للخطر نتيجة صعود قوى أخرى من بينها أوروبا، فوضعت استراتيجية لضرب الجميع، فكانت طعم أوكرانيا لروسيا، واستطاعت من خلالها ضرب واستنزاف روسيا وإخافة الصين وضرب طموحات أوروبا، وهذا الأمر أدركته أوروبا وروسيا ولكن أمريكا وضعت أوروبا أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما تقوية الناتو والبقاء تحت سيطرة أمريكا، أو الدب الروسي المتهور الذي ظهر للجميع أن وعيه السياسي ضحل.

 

وأخيرا، هل كان تصريح المستشار الألماني بعد وابل من الأزمات والضربات، وتصريح النائب (امرأة) بأن حرب أوكرانيا المقصود منها إضعاف ألمانيا وتقوية أمريكا، وهل بعد الوعي والإدراك من خطوات عملية في تعجيل وتسريع بناء قوة أوروبية مشتركة أم فاته القطار بعد إحكام أمريكا قبضتها عليها وضم دول جديدة واستخدام غباء الروس السياسي في تحقيق الاستراتيجية الأمريكية لتقف أوروبا على حقيقة مؤلمة وهي أن انتفاخ البطن كان حملا كاذبا ووهما لا حقيقة لتعيش مرارة الواقع الحاضر بعد فقدانها للعقلية السياسية والإرادة؟!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسن حمدان – ولاية الأردن

آخر تعديل علىالثلاثاء, 20 أيلول/سبتمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع