- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الفيضانات في باكستان حولت نعمة المياه إلى نقمة
الخبر:
حصيلة كارثية في باكستان.. هذا ما فعله التغير المناخي. (وكالات - أبو ظبي، 2022/09/15)
التعليق:
كوارث كونية تحدث بين الحين والآخر في منطقة ما من مناطق العالم فنرى آثارها المدمرة ونتائجها المؤثرة، التي ربما تطمس أجزاء من الأرض وتدمر مناطق من البلاد، وتأتي الناس بما لم يحتسبوه، وهذا ما حصل من فيضانات في بلدان عدة ومنها باكستان حيث:
- ارتفعت أعداد ضحايا الفيضانات في باكستان التي غمرت المياه ثلث أراضيها لما يقرب من 1500 شخص، كما دمرت 390 جسرا، وجرفت أكثر من 12 ألف كيلومتر من الطرق في جميع أنحاء البلاد. وأثرت الأزمة على أكثر من 33 مليوناً وشردت أكثر من نصف مليون لا يزالون يعيشون في خيام ومنازل مؤقتة. ودمرت المياه 70 بالمئة من محاصيل القمح والقطن ومحاصيل أخرى.
- تؤثر كارثة الفيضانات على قطاعات كبيرة في باكستان؛ فبالإضافة إلى دمار البنية التحتية والتأثير على الاقتصاد، وتراجع نسبة الأمن الغذائي، فإن هناك مخاطر وتحذيرات من زيادة نسب انتشار الأمراض نتيجة الفيضانات وتدمير عدد كبير من المراكز الصحية.
- أعربت وزيرة التغير المناخي شيري رحمان عن مخاوفها من أن يؤدي هطول الأمطار إلى إعاقة عمليات الإنقاذ والإغاثة الجارية في المناطق المتضررة من الفيضانات.
- القطاع الصحي أيضا كان له نصيبه من الدمار، ما زاد حدة الكارثة، حيث قالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 1460 مركزا صحيا تضرر، من بينها 432 دمرت بالكامل، معظمها في مقاطعة السند.
يشكل الماء عصب الحياة بحيث إنه إنْ فُقد تفرّق القوم أو الجماعات بحثاً عنه، ولقد كان وما زال أحد أهم أسباب الصراعات والأزمات السياسية، وهو نعمة عظيمة من نعم الله على الإنسان وبقية المخلوقات الحية، فأصل كل الأحياء من الماء، يقول تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ وكما أن فيه البركة والرزق، فإنه إن فاض طغى وطمر وهدم كل ما مر به، فأي نعمة إذا أسيء استخدامها تحولت إلى نقمة، فالله سبحانه وتعالى جعله جنديا من جنوده، فخسف به أقواماً طغت وبغت استكبارا في الأرض وعلوا وظلما.
وإن الإيمان بقضاء الله تعالى وقدره لا يغني عن محاسبة المسئولين ومعاقبة المهملين، فالعديد من الكوارث التي تحدث في بعض بلاد المسلمين يكون معظمها ناتجاً عن الإهمال، وسوء التخطيط، والاستخفاف بحياة الناس وممتلكاتهم، فالأصل أن يكون المسئولون مستعدين لمواجهة هكذا ظروف والتعامل معها قدر المستطاع. قال تعالى: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
ولن ينقذ البشرية جمعاء من كوارث طغيان الجبابرة والظالمين إلا دولة الحق والعدل؛ الدولة التي يتطلع عامة المسلمين إلى عودتها قريبا جدا؛ لينعموا بالرعاية والأمان والطمأنينة التي فقدوها يوم فقدوا خلافتهم الأم وصاروا أيتاما على موائد اللئام.
وإذا كانت دولة الظلم ساعة فإن دولة الحق والعدل إلى قيام الساعة، فإلى العمل لإيجادها ندعوكم أيها المسلمون فتنقذوا أنفسكم وتبرئوا ذممكم أمام الله سبحانه وتعالى يوم الحساب، وتنقذوا الأمة الإسلامية بل البشرية جمعاء من براثن حكم الكفر والطغيان.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله