- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
فرض قانون الطفل حجة على المنادين بالتدرج
الخبر:
خلال جلسة عقدها مجلس النواب الأردني يوم الاثنين 19 أيلول/سبتمبر الجاري، تم إقرار مشروع قانون حقوق الطفل، حسب ما نقلته الجزيرة.
التعليق:
• تسعى سيداو وخطة التنمية 2030 واتفاقيات حقوق الطفل والمعاهدات الغربية المسماة زوراً دولية، تسعى بمجملها إلى تغيير نمط العلاقات الاجتماعية ونمط الإنسان الفطري، وجميعها بشكل أو بآخر تعزز نشر ثقافة النوع الجنسي، وتسعى لشرعنة ونشر الشذوذ الجنسي. فعندما يتحدثون عن الصحة الجنسية والإنجابية في المدارس يمكن تلخيصها في توجيه الطلاب والطالبات إلى العلاقات الجنسية ووسائل منع الحمل وأن يختار الإنسان نوعه الجنسي وهويته الجندرية بغض النظر عن جنسه، وهذا يعني وجود ذكر يتصرف كأنثى والعكس، ووجود ذكر أو أنثى يتصرف بشكل مزدوج. وكل هذا الهراء يرفضه كل ذوي الفطرة السليمة حتى من غير المسلمين.
• وهذه الثقافة يتم فرضها على العالم ليس بقوة النسويات وجمعيات المرأة وإنما من خلال توجه للقوة الخبيثة في الغرب والمتحكمة بالأمم المتحدة والممولة لهذه المشاريع القذرة، وهذا لم ينج منه حتى أفلام الكرتون.
• بينما يعمل كيان يهود في القدس على تهويد المناهج المدرسية وفرض ثقافته على طلاب القدس المسلمين، تقابلهم السلطة في فلسطين بنشر كتاب في معرض رام الله للكتاب، الذي افتتحه وزير الثقافة عاطف أبو سيف، يروي قصة حكايات لعائلة أبوين ذكور وطفلة لهم متبناة! فهي حرب إذاً ممنهجة لا تفرق بين أردني وفلسطيني، بل هي تستهدف كل مسلم في دينه وفطرته.
• رغم كل الرفض الشعبي والحملات الواسعة التي قام بها المخلصون والغيارى في الأردن وغيره لرفض القانون، إلا أن مجلس النواب في الثلاث دقائق الأخيرة، قد أعاد فتح التصويت على المادة الثانية - وهي الأخطر - والتي كان قد تم تعديلها جوهرياً في جلسة سابقة، فقام المجلس بإلغاء التعديل وفتح التصويت عليها وأضافوا الجهات الخاصة والأهلية في تعريف الجهات المختصة.
• حتى أعضاء مجلس النواب قالوا إن هذا التصويت بهذا الوقت لم يستوف النصاب القانوني للوقت المسموح به التصويت والتعديل لأي مادة، وهذه صفعة قوية من النظام لأعضاء المجلس تحمل رسالة تخبرهم أن القانون سيمر بكم أو بدونكم، وأن القوة التي فوقكم لا يعيقها تصويتكم.
• إن فرض القانون بهذه الطريقة، يضع مجلس النواب والمجالس التشريعية في دائرة الضوء ويحق لنا أن نتساءل: ما قيمة وجود أي مجلس قانون إن لم يستطع حتى بالقانون أن يعبر عن وجهة نظره ويدافع عن قيمه؟!
• هل الديمقراطية التي تؤمنون بها وتستميتون في تطبيقها خجلاً من وسم الغرب لكم بالإرهاب تنجيكم؟ هل هذه ديمقراطية أساساً، أم هي مهزلة بصورة انتخابات ومجالس نيابية لا تملك من أمرها شيئاً؟
• لقد شاهدنا جميعنا ما حصل مع النائب أسامة العجارمة يوم نادى بالحق وقال بما لا يطيب لهوى النظام، فهل من عاقل بعد اليوم يؤمن بفخ الدخول في ظل الأنظمة ليوصل صوت الإسلام؟!
• هل يصل الإسلام للحكم بطريق الذل أم بطريقة تكون فيها السيادة لشريعة الله وللمسلمين السلطان؟
• لقد رأينا ما فعله القانون في تونس ومصر من قبل، وعواقبه غير خافية على لبيب، فهل يجب أن ننتظر حتى نرى تلك العواقب في كل بلاد المسلمين ونندب حظنا في كل مرة؟!
• إن طريق التدرج الذي سلكه من قبلُ جماعة وتاجروا به قد أوصلهم لأحضان الطغاة والانسلاخ عن أمتهم، أو جعلهم أحجار شطرنج في رقعة لا يملكون فيها من أمرهم شيئاً، على أقل تقدير، يحركهم العدو كيف يشاء، فيمرر عبر وجودهم قوانينه المسمومة ويطعن أطفاله وأهله في نحورهم، وهو جالس يشاهد لا يلوي على شيء، وهو جزء من اللعبة يُتم دوراً رسموه له: يجمّل وجه النظام القبيح الذي يسمح بوجود المعارضة!
• لقد قالها لكم حزب التحرير أيها المخلصون في الأردن وغيره: طريق الخلاص هو طريق الوحي، ولا خلاص بغيره؛ تغيير جذري، كفّتا ميزانه وعيٌ جارف يجتاح الأمة على التغيير وهو حاصل، وأنصار يحمون أمتهم وينصرون دينه كما نصر الأنصار رسول الله ﷺ فأقام دولته، فكانت بعد ذاك الهيبة والمنعة والعزة، وإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين. فماذا يفيد الانتظار؟! لا خلاص بغير العمل الجاد المخلص لقلع هذه الأنظمة وتحكيم شرع الله مكانها.
ورسالة لكل من استرعاه الله رعية:
• لا تأمنوا هذه الأنظمة على المناهج.
• لا تأمنوهم على الأطفال في قنوات الأطفال أو اليوتيوب.
• لا تأمنوا شرهم في كل وسيلة يصلون بها إلى أطفالكم.
• لا تأمنوهم على المدارس أو الجامعات ولا تسمحوا لهم بالوصول إلى أبنائكم.
• غذوا السير وشدوا العزم، فإننا في الخندق الأخير.
• قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة.
• لا تغفلوا عن ثغوركم ولا يغرنكم كثرة الغافلين ولا مكر الماكرين، فإن الله هو خير الماكرين، ذو القوة المتين.
• تعاهدوا كتاب الله سبحانه وسنة رسول الله ﷺ، تعلموهما وعلموها أبناءكم، فخير ما نزرعه فيهم هو دين الله وإلا انغرست في نفوسهم شبهات النسويات والعلمانيين.
• ولا تغفلوا عن أمتكم، فإنها كسيرة تحتاج همة كل واحد منا، فالله الله في أبنائكم، الله الله في أمتكم.
﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال