الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لا تقدموا الدعم للظالمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

لا تقدموا الدعم للظالمين

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

يحضر أردوغان للمرة الأولى قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي تعقد اجتماعها الثاني والعشرين. إن تركيا، التي هي ليست عضواً في المنظمة ولكن لديها شراكة حوار، ستشارك في الصورة العائلية في القمة؛ وهذا مهم في إطار تطوير العلاقات وتعزيز الحوار مع أقوى منظمة أمنية في آسيا، والتي تضم الصين وروسيا والهند. (وكالات، 2022/09/16)

 

التعليق:

 

إن اجتماع شنغهاي الثاني والعشرين، الذي بدأ مع فترة الوباء واستمر مع الحرب الأوكرانية وعُقد في ظل أزمة الغذاء والطاقة العالمية، تمت متابعته باهتمام من دول العالم. ينصب تركيز هذا الاهتمام على أن روسيا تسيطر على جزء كبير من الغاز الطبيعي الحيوي والغذاء الذي تحتاجه أوروبا. لا شك أن السياسات الحمائية والتهديدية للروس في الحرب الأوكرانية المطولة تهدد أوروبا أكثر من غيرها.

 

حقيقة أن هذا الاجتماع ينعقد في وقت تحاول فيه أمريكا فصل روسيا عن الصين في إطار سياستها لعزل روسيا، خاصة من الناحية الاقتصادية والسياسية، زادت من أهميته أكثر بقليل. في حين إن السياسة الأمريكية حتى الآن أضعفت روسيا عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، فقد كانت تمنع الصين من التصرف بشكل مريح في علاقاتها مع روسيا. بالطبع، من غير المحتمل أن يستمر هذا بالوتيرة نفسها على المدى الطويل، إذا لم تستطع الصين أن تنشغل بألعاب سياسية مختلفة.

 

في الواقع، النقطة الأساسية التي يجب التطرق إليها في هذه القمة هي موقف حكام المسلمين، وافتقارهم للهوية، ومن ناحية أخرى، تمارس الصين التعذيب والإبادة الجماعية والعزلة والمذابح ضد مسلمي الإيغور وغيرهم، ولا تكتفي بذلك، بل إنها لا تمتنع عن الدوس على معتقدات المسلمين وقيمهم وشعائرهم، وتتعدى على شرفهم وكرامتهم بأقذر الطرق.

 

ومن جديد، أن تكون قادراً على الاستهلال بمواقف صادقة مع حكام روسيا الذين يساندون الأسد المجرم، ويرتكبون المجازر ضد المسلمين في سوريا ويضطرونهم للهجرة واللجوء من بلادهم منذ 10 سنوات. سمع الجميع عن اضطهاد حكام أوزبيكستان وكازاخستان، والذي اعتبروه أخلاقيا في تعاملهم مع الشعب. ليس شرفاً بل عار أن نلتقي مع قادة هذه الدول الوحشية والكافرة والإرهابية واستهلال مواقف صادقة معهم. علاوة على ذلك، يجب على المسلمين توخي الحذر من عمليات التزييف التي يقوم بها مهرجو القصر، الذين يروجون لهذا العار السياسي على أنه عبقرية سياسية.

 

على الرغم من حقيقة أن كل عاقل يرى أن المنظمات والمعاهدات والمؤسسات التي يقودها ويؤسسها الكفار الغربيون في كل من الشرق والغرب، ليست سوى أدوات تخدم مصالح الكفار، إلا أن المشاركة في هذه المنظمات والسعي للمشاركة بها ليست إلا نقصاً في البصيرة. السؤال الذي يجب على كل مسلم أن يطرحه عليهم الآن هو هذا: ألا يكفي أن تكونوا داعمين للكفار؟ ألا يكفي أن تكونوا شركاء لهم في قهرهم ومجازرهم؟

 

في الحقيقة الأشياء التي سيسعد بها المسلمون هي المواقف التي سيقف فيها الحكام إلى جانب المظلومين وضد الظالمين. حكام يحشدون كل الجيوش ضد الكفار من أجل قطرة دم سفكت من إخوانهم وأخواتهم المسلمين، وليست هي المواقف التي يلوثون بها أيدي المستبدين الصينيين بأموالهم القذرة فيما تستغيث تركستان الشرقية وأخواتها! المواقف التي يتعاملون بها مع بوتين الذي تلطخت يداه بدماء ملايين المسلمين، على أنه عدو لله، وألا يكونوا ذيلا ينوب عن أمريكا وأوروبا، وأن يديروا ظهرهم لهم جميعاً ويكونوا في صف المسلمين. هذه هي السياسة التي يمكن أن نفتخر بها والتي ستجدون معها قيمتكم.

 

الخلفاء الذين يرون هذه الجرأة والفرصة من باب الإيمان، الذين يجعلون خوفهم من الله وحده، والذين ينفقون أموالهم في سبيل الله، هم حصرا من سيفعل ذلك. نسأل الله أن يكرمنا بتلك الأيام وهؤلاء الرجال في القريب العاجل.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

 

آخر تعديل علىالسبت, 24 أيلول/سبتمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع