الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
زعيمة الفاشية: سنحارب أسلمة أوروبا!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

زعيمة الفاشية: سنحارب أسلمة أوروبا!

 

 

 

الخبر:

 

أعلن عن فوز حزب "إخوان إيطاليا" في الانتخابات البرلمانية التي جرت هناك يوم 2022/9/25م، بحصوله على أعلى نسبة من بين الأحزاب الإيطالية بنحو 26%، وكان قد حصل على 4% في انتخابات عام 2018. ويعتبر حزبا يمينيا متطرفا تمتدح زعيمته جيورجيا ميلوني الدكتاتور موسوليني والفاشية وتعتبرها فصلا من تاريخ إيطاليا الوطني، وأعلنت عداءها السافر للإسلام، فقالت "نعم للصليب لا للعنف الإسلامي. نعم لحضارتنا لا لمن يريدون تدميرها. يا هذا! إذا شعرت أن في الصليب إهانة لك، فهذا ليس المكان الذي ينبغي أن تعيش فيه، فالعالم شاسع وممتلئ بالأمم الإسلامية، وسنحارب أسلمة أوروبا، لأننا لا نعتزم أن نصبح قارة مسلمة". (صحيفة لوتان السويسرية).

 

التعليق:

 

إن هذه الكلمات تنم عن مدى الحقد الدفين لدى أمثالها من الأوروبيين على الإسلام، حيث إنهم ليسوا مستعدين لدراسة الإسلام وإدراك مفاهيمه والتفكير فيما يدعو له بنزاهة وإنصاف. فقد شحنوا بهذا العداء لدين الله الحق الذي يوافق العقل والفطرة، وتوارثوا دينهم النصراني الذي ينفي تحكيم العقل في إدراك وحدانية الله، ويطلب من أتباعه أن يدينوا به من دون استعمال العقل وإلا خرجوا من الدين! لأنهم إذا فكروا أدركوا أن المعتقدات النصرانية تخالف العقل، فالعقل لا يقبل بالتثليث فذلك باطل، وتجسيد الإله في المخلوق هرطقة ما بعدها هرطقة. ومع ذلك يتمسكون بالنصرانية كموروث تقليدي قومي، كما يتوارثون الحكايات عن بابا نويل والقديس مارتين وغيرهما ممن يطلقون عليهم قديسين وهم يعلمون أنها عبارة عن حكايات جميلة للأطفال وللاحتفال بها حيث تجمعهم هذه الاحتفالات ولو في السنة مرة أو مرتين.

 

إن الأوروبيين في ثورتهم على الكنيسة ورجالها أبعدوا الدين النصراني عن الحياة وأبقوا على الجانب الروحي والتعبدي منه، علما أنه يفتقر لنظام للحياة؛ فلا تنبثق عن عقيدته أنظمة للحكم والاقتصاد وسياسات تعليم وداخلية وخارجية وحربية ونظام عقوبات ونظام اجتماعي متكامل... وهكذا وُجد النظام الرأسمالي الذي جعل مقياس الأعمال عندهم النفعية. فإذا وصلت إلى الحكم فلن تطبق هذه المرأة وحزبها غير النظام الرأسمالي وقد أعلنت عن ذلك، بل شغلت في السابق منصبا حكوميا، وزيرة للشباب والرياضة في حكومة برلسكوني ما بين عامي 2008 و2011. ومن المنتظر أن تتحالف مع حزبه الذي كان يعادي الإسلام، وقد هوت أصواته إلى الحضيض فحصل على نسبة 8% ولاحقته الفضائح وتهم الفساد الأخلاقي والمالي والاختلاس والرشاوى والتحايل المالي، وحكموا عليه ومن ثم برؤوه بسبب نفوذه المالي والسياسي والماسوني.

 

فرغم قولهم إن العلمانية تقف على مسافة واحدة من الأديان وأن هناك حرية اعتقاد وتديّن لا نتدخل فيها، إلا أنهم إذا تعلق الأمر بالإسلام فإن موقفهم يتغير ويبدؤون بمعاداة هذا الدين الحنيف. فوقوفهم في وجه الإسلام لكونهم نصارى متعصبين، فيريدون أن يبقى الدين النصراني موروثا تقليديا لأوروبا، ولا يريدون أن يروا النور ويخرجوا من الظلمات، ولكونهم يعتبرون الفاشية فصلا من تاريخهم وكذلك الصليبية، بل هم فاشيون صليبيون فعلا بسبب العنصرية البغيضة والتمييز المتعسف ضد الإسلام والمسلمين، وقد اعترفت هذه المرأة باحترامها للفاشية واتخاذها الصليب شعارا. ولكونهم آخذين بالمبدأ الرأسمالي الذي يدركون أنه لا يقف في وجهه غير الإسلام لكونه المبدأ الصحيح؛ وعقيدته روحية سياسية ينبثق عنها نظام للحياة يشمل كافة نواحي الحياة. وحضارتهم التي يخافون أن يدمرها الإسلام لكونها حضارة فاسدة مفسدة وهي مجموعة مفاهيمهم المنبثقة عن فصل الدين عن الحياة. فهم في السلطة وبيدهم القوة ولديهم الإمكانيات كافة ومع ذلك يخافون من الإسلام والمسلمين الخاضعين لدولهم الرأسمالية! ولا يستطيعون أن يجابهوه بالفكر وبالحجة فيلجؤون إلى محاربته ومطاردة المسلمين والتضييق عليهم ومنعهم من الحديث والنقاش ويطلبون منهم فقط الاستسلام لهم والاندماج في مجتمعهم من دون اقتناع.

 

فهذه الحال التي عليها أوروبا وساستها من عجز عن مقارعة الحجة بالحجة والفكر بالفكر، بل يلجؤون إلى تكميم الأفواه، تظهر كم هي أوروبا مهترئة وحضارتها عفنة وسياستها فاشية عنصرية، فهي ضعيفة في الفكر والحضارة. فكل ذلك لا يزيد المسلمين إلا ثقة بدينهم، ويغذي شعورهم ويزيد من قناعتهم بغذ الخطا لنشره والعمل على إعادته إلى الحكم متجسدا في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ليخرج العباد من ظلم الأديان إلى عدل الإسلام ومن الظلمات إلى النور ومن تعاسة الدنيا وشقائها إلى سعادة الدنيا والآخرة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسعد منصور

آخر تعديل علىالأربعاء, 28 أيلول/سبتمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع