الإسلام العظيم جعل رابطة العقيدة الإسلامية هي الرابطة التي تصهر الناس

الخبر:

كشف رئيس مبادرة المجتمع المدني بولاية النيل الأزرق محمد الطيب لباقي نيوز عن وجود أكثر من 83 جثة متفحمة بمربع 11 بالقرية أربعة بودي الماحي، وارتفع عدد قتلى في القرية ثلاثة وأربعة وكان القتل بين قبيلة الهوسا ومكونات السلطنة الزرقاء.

التعليق:

إن الإسلام العظيم جعل رابطة العقيدة الإسلامية هي الرابطة التي يجب أن تربط بين المسلمين ورتب عليها أحكاما فجعل المسلم أخا المسلم يقول الرسول ﷺ: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» ويقول ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ» ويقول ﷺ: «إِنِ اسْتَقْرَضَكَ أَقْرَضَتْهُ، وَإِنِ اسْتَعَانَكَ أَعَنْتَهُ، وَإِنْ مَرِضَ عُدْتَهُ، وَإِنِ احْتَاجَ أَعْطَيْتَهُ، وَإِنِ افْتَقَرَ عُدْتَ عَلَيْهِ، وَإِذَا أَصَابَهُ خَيْرٌ هَنَّيْتَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ عَزَّيْتَهُ، وَإِنْ مَاتَ اتَّبَعَتْ جِنَازَتَهُ، وَلَا تَسْتَطِيلُ عَلَيْهِ الْبِنَاءَ فَتَحْجُبَ عَنْهُ الرِّيحَ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تُؤْذِيهِ بِرِيحِ قِدْرِكَ إِلَّا أَنْ تَغْرِفَ لَهُ مِنْهَا، وَإِنِ اشْتَرَيْتَ فَاكِهَةً، فَأَهْدِ لَهُ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَأَدْخِلْهَا سِرّاً، وَلَا تُخْرِجْ بِهَا وَلَدَكَ لِيَغِيظَ بِهَا وَلَدَهُ» هكذا رتب الإسلام العظيم الأخوة بين المسلمين فجعل حرمة دم المسلم أعظم عند الله عز وجل من حرمة الكعبة، لكن العجيب في هذا الزمان أن أصبح هذا الدم رخيصا بين أبناء الأمة الإسلامية؛ فالمسلم يقتل أخاه المسلم لأتفه الأسباب!

إن هذا الاقتتال وصفه النبي ﷺ بأنه من أعمال الجاهلية فقال ﷺ: «مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ بِهَنِ أَبِيهِ وَلَا تَكْنُوا»، وقال ﷺ «... وَمَنْ دَعَا دَعْوَةَ جَاهِلِيَّةٍ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَاءِ جَهَنَّمَ»، فقال رجل: يا رسول الله وإن صام وإن صلَّى؟ قال: «نَعَمْ، وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ، فَادْعُوا بِدَعْوَى اللَّهِ الَّتِي سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ» أخرجه الترمذي. وبالرغم من هذا نجد هذا القتل والسحل بين أبناء المسلمين، بل وصل الأمر للتعذيب بالنار التي لا يعذب بها إلا الله، فما هو السبب الذي أدى إلى ذلك؟ إنه الاستعمار الذي قبل خروجه قسم الأراضي إلى حواكير بين القبائل فجعل لكل قبيلة حاكورة يترأسها رئيس القبيلة، وله أن يقسم الأراضي كيف يشاء على أفراد قبيلته، ولا يجوز لأحد غير أفراد القبيلة أن يمتلك أرضا في هذه الحاكورة، ثم جاء أذناب الاستعمار؛ الحكومات الوطنية الوظيفية فسارت على الأساس ذاته، بل إن مشروع دستور الفترة الانتقالية الحالية والمقدم من نقابة المحامين جاء في المادة 38 البند 8 منه "المحافظة على الحقوق التاريخية للمجتمعات المحلية في الأراضي والموارد"، ولذلك نجد الحكومات والسياسيين المرتزقة ينفذون مخططات الاستعمار في هذه البلاد بل يغذون هذه النعرات الخبيثة التي تفرق بين أبناء المسلمين من أجل السلطة والثروة. فكان الصراع في جبل عامر وجبل مون وفي شرق السودان وغربه وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

إن الاستعمار لم يكتف بتقسيم بلاد المسلمين، بل سعى لإيجاد مخطط جديد عن طريق ذلك اليهودي برنارد لويس الذي يتحدث عن تقسيم المقسم وإعادة ترسيم حدود سايكس بيكو إلى حدود الدم، هذه هي مخططات الغرب الكافر في بلاد المسلمين. أما الإسلام العظيم فلم يجعل الأرض لقبيلة دون غيرها وإنما قسم الأراضي إلى ثلاث ملكيات؛ ملكية فردية وملكية عامة وملكية الدولة، ولم يجعل للقبيلة أي شبر في الأراضي. هكذا وزع الإسلام العظيم هذه الأراضي؛ ملكية فردية لأحد من الناس فهي له، وملكية عامة كقوله ﷺ: «النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ الْمَاءِ وَالْكَلَإِ وَالنَّارِ» وملكية دولة مثل الصحارى والجبال، فهذه هي أحكام الإسلام المتعلقة بالأراضي ولا يمكن تطبيقها في ظل هذه الأنظمة الوطنية الوظيفية التي تأتمر بأمر الاستعمار، هذه الأحكام لا يمكن تطبيقها إلا في ظل نظام الإسلام الذي حدده الرسول ﷺ؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إبراهيم مشرف

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولايه السودان