- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الانتخابات العامة الخامسة عشرة هل ستؤدي إلى أي تغيير؟
(مترجم)
الخبر:
في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2022، أعلن رئيس وزراء ماليزيا حل البرلمان الرابع عشر لإفساح المجال أمام الانتخابات العامة الخامسة عشرة. يضع هذا الإعلان حداً للشائعات والتكهنات التي ازدادت حدة منذ أيلول/سبتمبر. فقد وافق الملك سلطان عبد الله راية الدين المصطفى بالله شاه على حل مجلس النواب خلال لقاء في القصر الوطني في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري. وينص هذا الحل على وجوب إجراء الانتخابات العامة في غضون 60 يوماً. وتم الإعلان أخيراً عن يوم الانتخابات في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
التعليق:
منذ الإعلان عن تاريخ الانتخابات، انشغلت وسائل الإعلام الرئيسية في تنفيذ مهامها للاحتفال بها من خلال بث برامج مختلفة وتوفير منصات شرح ومناقشة الآراء حول الانتخابات والتوجه السياسي للبلاد. تتم كل هذه الأنشطة كمحاولة لتدفئة الجو مع إقناع الناس بالتصويت من أجل ضمان نجاح الانتخابات القادمة.
هناك من يتوقع أن تكون الانتخابات العامة الخامسة عشرة فرصة لشعب ماليزيا لاستعادة الاستقرار السياسي والاقتصاد الوطني وكذلك لم شمل المسلمين. ومع ذلك، حتى قبل الانتخابات، نشهد بالفعل أكبر انقسام في التاريخ بين المسلمين في ماليزيا. يتجلى هذا الانقسام في حقيقة أن عدة أحزاب سياسية جديدة للمسلمين قد تأسست قبل الانتخابات. بالإضافة إلى ذلك، سوف تتنافس هذه الأحزاب فيما بينها أو تتحد معاً بناءً على بعض المصالح. قد يجادل البعض بأن الانقسام يرجع إلى بعض المبادئ الأساسية والسعي لتحقيق العدالة، ومع ذلك فإنه لا يزال يظهر انفصال واضح بين المسلمين. وبالتالي، سيستمر المسلمون في الخلاف فيما بينهم، وسيظل المجتمع منقسماً، وسيظل التطلع إلى الاستقرار السياسي مجرد حلم.
هذا ما يريده الكفار الغربيون؛ أن يستمر انقسام المسلمين ويظلوا منفصلين ويصبحوا ضعفاء ويسهل التلاعب بهم. وهذا يحدث أمام أعيننا. المسلمون ليسوا منقسمين عالمياً فقط، بل حتى داخل بلادهم، نحن لسنا متحدين. يُلزم الإسلام الأمة بالتوحد ليس فقط في مسائل الإيمان والروحانية والفضيلة، ولكن أيضاً في السياسة. لا يمكن تحقيق ذلك إلا عندما يعود جميع المسلمين لجعل الإسلام هو الأساس الوحيد في حياتهم. ولكن، عندما لم يعد الإسلام هو أساس الحياة، فإن الأهواء البشرية ستحل محله. عندما تحل الأهواء محل الإسلام في الحياة والسياسة، عندما تحل الكيانات الديمقراطية محل الخلافة، ولم يعد الإسلام أسلوب حياة، بوصفه دينا لا يتم تطبيقه بشكل كامل، لا يمكننا إلا أن نتوقع التجاوزات والآثام والدمار في داخل المجتمع. في الانتخابات العامة الماضية، اجتمع السياسيون حول المصالح لدفع أجندتهم السياسية. واليوم ونحن مقبلون على الانتخابات الخامسة عشرة، نشهد الظواهر نفسها تماما. قد يكون هناك القليل ممن هم مخلصون وصادقون في خدمة الناس، لكن هؤلاء الأفراد غير مألوفين. وفي ظل النظام الديمقراطي، فإن إخلاصهم وأمانتهم يغرقان بسهولة في طوفان الفساد والتمييز. لذا، هل حقاً ستحدث الانتخابات الخامسة عشرة التغيير الذي يتوقعه الجمهور الماليزي؟ هذا أمر مشكوك فيه جدا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا