مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب دينا

 

 

 

الخبر:

 

المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي يقول إنه لا يوجد أي تغيير في الموقف الأمريكي بشأن سوريا ولا نية لدى واشنطن لرفع العقوبات عن نظام الأسد. (تلفزيون سوريا)

 

التعليق:

 

كانت أمريكا على مر سنوات الثورة بيضة القبان بالنسبة لنظام أسد فهي التي دعمته بشتى السبل والطرق ليبقى محافظاً على قوامه الرخو، وهي كذلك التي أشرفت على الوافدين على الشام لوأد الثورة، ويُضاف لكل ذلك أن أمريكا لها عدد كبير من القواعد العسكرية والجنود في سوريا، حيث يبلغ عدد القواعد الأمريكية في سوريا بحسب الأخبار 33 قاعدة متوزعة في كل من الرقة ودير الزور والحسكة ومناطق أخرى، وهنا نقول إن هذه القواعد لم تُقم من أجل إنهاء حكم الأسد وإنما لحمايته والمحافظة عليه.

 

يُعتبر نظام أسد عميلاً مميزاً لأمريكا عملت على مر عقود على المحافظة عليه حتى حين انكشف واقعه للناس عامة. وقد صرح عميد ساسة أمريكا كسينجر أن أمريكا تعجلت بفضح عملائها في المنطقة وكان من بين المفضوحين نظام أسد. وعليه فإن سنوات الثورة أوضحت بشكل كبير دور أمريكا فيها، فهي التي عملت على تشكيل المعارضة السياسية، وهي التي خطت مسار المؤتمرات، وهي التي قررت آلية انتهاء الأحداث عن طريق القرار 2254... وعلى المستوى العسكري هي التي أطرت المنظومة الفصائلية وربطتهم بغرف عمليات، وهي التي رسمت ما يُسمى مناطق خفض التصعيد، وهي التي أشرفت على تسليم مناطق الغوطة ودرعا وريف حمص للنظام... ولم تكن يدها الآثمة بعيدة عن كثير من الأحداث على أرض الشام.

 

وأما تصريحاتها بين الحين والآخر فإنها ليست سوى ذر للرماد في العيون ولا تعبر إلا عن حجم الفراغ الذي تعيشه تجاه الملف، كذلك تعتبر هذه التصريحات مزيداً من كسب الوقت حتى تهتدي للحل.

 

في النهاية إن دور أمريكا في ملف الشام دور رئيسي للمحافظة على النظام، فلا تغرنكم تصريحاتها، بل تؤخذ التناقضات كمبشرات على فقدان الرؤية وضياع في التصور. وبناء عليه وجب القيام بخطوات عملية من القائمين على الثورة الذين لم يُلوّثوا حتى يعيدوا ترتيب الصفوف، والبدء بعملية تصحيح المسار والبحث عن كل مقومات النصر، فالفرصة في أحداث كهذه قد لا تتكرر مرتين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبدو الدَّلّي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا