- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى متى تستمر معاناة الأيتام على موائد اللئام؟!
الخبر:
تكافح إندونيسيا موجة مروعة من الوفيات، فقد توفي 157 طفلا على الأقل، جميعهم تقريبا دون سن الخامسة، هذا العام بسبب إصابات الكلى الحادة ومضاعفات أخرى، يُعتقد أنها ناجمة عن الأدوية الملوثة. وقال البروفيسور تشان إن حقيقة ظهور حالات في جميع أنحاء إندونيسيا تشير إلى تورط شركة أدوية لها شبكات توزيع واسعة. وأضاف أن الطاقم الطبي في المستشفيات المحلية قد لا يكون معتادا على التعامل مع التسمم الناجم عن الأدوية، وهو ما يؤكده حقيقة أن العديد من الأطفال نُقلوا من مستشفى إلى مستشفى لتلقي العلاج.
وقالت وكالة الغذاء والدواء الإندونيسية يوم الاثنين الماضي إنها ستحقق في شركتي أدوية قامتا مؤخرا بتغيير مورديها لبعض المواد المكونة للأدوية من موردي الأدوية إلى موردي المواد الكيميائية.
وقالت رئيسة الوكالة، بيني لوكيتو، في مؤتمر صحفي "هناك مؤشرات في منتجاتهم على أنها تحتوي على هذه المواد وبنسبة عالية، وأنها عالية السمية ويشتبه في أنها تسبب أمراض الكلى". (بي بي سي)
التعليق:
ببالغ الحزن والأسى نتلقى يومياً أخبار معاناة المسلمين في كل مكان؛ في فلسطين والهند والصين وفي ميانمار وكشمير... لكن الآن ليس يهود ولا الصينيون ولا الهنود هم من يفرطون بأطفالنا في إندونيسيا، بل أولئك الذين يتربعون على سدة الحكم ويتولون أمر المسلمين وهم أبعد ما يكون عن تحمل مسؤولية رعاية شؤونهم، بل كل همهم هو استغلالهم لتحقيق مصالحهم ومصالح أسيادهم أمريكا وبريطانيا.
تباً لكم من حكام أنذال، لا استغراب أن جعلكم الذئاب رعاة على الغنم! كيف تعطى مسؤولية اختبار صلاحية الأدوية للجهة المستوردة؟! وهل ستحكم هذه الجهات الجشعة إلا لصالحها؟ لكن أين الغرابة من أفعالكم فأنتم لستم أكثر من ذئاب أوكل إليها الكفار رعاية المسلمين فما ارعويتم عن فعل خسيس ولا قبيح إلا واقترفتموه. فها أنتم تستهينون بصحة الأطفال كما سيسي مصر الذي فضل كنز الأموال واستثمارها على إصلاح السكك الحديدية والقطارات حتى رأينا الحوادث تتوالى دون أن يرف له جفن. وفي باكستان والسعودية والمغرب والسودان وغيرها من بلاد المسلمين تتسبب الأمطار الغزيرة بالفيضانات والكوارث التي تهدم البيوت وتشل الحياة وتزهق الأرواح، وتتكرر هذه الكوارث والمآسي دون حلول! فضلاً عن قوارب الموت التي تواصل التسبب بمقتل الأطفال والشباب والعائلات، ولا يرمي هؤلاء بأنفسهم إلى هذه المخاطر إلا نتيجة اليأس والقنوط. ولو أردت تعداد التقصير والإهمال الذي يتعرض له المسلمون في بلادهم وخارجها دون أن يجدوا من يدافع عنهم أو يحمل همهم لما اتسع المجال.
وما يسعني أن أقوله بهذه المناسبة الحزينة هو كلمة لن أوجهها لكم يا حكام بلادنا، فإنكم لا تستحقون التحدث معكم ولا لومكم أو معاتبتكم. لكن اللوم كل اللوم هو على أبنائنا الذين أوكلت لهم حمايتنا فناموا في العسل ونسونا! اليكم أيها الأسود الرابضة في ثكناتها أوجه العتاب، إلى متى تسكتون عن هؤلاء الحكام عديمي المسؤولية فاقدي الإحساس والمشاعر الإنسانية؟! ألم يأن لكم أن تستجيبوا لداعي الله وتطيحوا بهم وتعيدوا دولة الإسلام لترعى الناس بأحكام الإسلام الرحيم؟! انصروا حزب التحرير وأبرئوا ذممكم أمام الله تعالى من خطايا حكامكم واجبروا تقصيركم حتى الآن في أداء واجباتكم، لعل الله تعالى يقبل أوبتكم ويغفر لكم ويرفع درجاتكم بأن أعدتم سيرة الأنصار الذين نصروا الإسلام فخلد الله ذكراهم وذكرى رضاه عنهم قرآناً يتلى إلى يوم الدين؛ ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 117]. ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100].
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسماء الجعبة