- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تفجيرات في الصومال: الأمّة لا تزالُ ضحيّة القوات الأجنبية
(مترجم)
الخبر:
قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إنّ ما لا يقلّ عن 100 شخص لقوا مصرعهم وأصيب 300 آخرون في انفجار سيارتين مفخختين في العاصمة مقديشو. وألقى محمود باللّوم على جماعة الشباب المسلّحة في الهجمات، وقال للصحفيين يوم الأحد إنه يتوقع ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة الانفجارات الثنائية. وقالت السلطات إن الهجوم على تقاطع سوبي المزدحم يوم السبت استهدف وزارة التعليم الصومالية ومدرسة. (الجزيرة)
التعليق:
لقد أظهر الهجوم بوضوح تدهور الوضع الأمني في الصومال، وهو دليل كاف على فشل الأجهزة الأمنية الصومالية في حماية شعبها. في كثير من الأحيان عندما تحدث هذه الجرائم المروّعة في أي مكان في العالم، فإن الشيء التالي هو إمّا إدانة سلطات الدولة إلى جانب القادة الغربيين كما في حالة الصومال هذه، وللأسف، من ناحية أخرى، أعلنت الجماعات المسلحة مسؤوليتها عن التفجيرات. هل هناك أي مبرّر حقاً لارتكاب عمليات القتل هذه؟ بالفعل لا يوجد مبرر لأية حكومة أو أفراد لقتل الأبرياء في أي مكان لأن هذا الفعل حرام في الإسلام. قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾.
إنّ هذا القتل ليس هو الأول ولن يكون الأخير مع وجود القوات الأجنبية في الصومال. لقد أعادت أمريكا نشر قواتها البريّة بأعداد صغيرة في الصومال في أيار/مايو 2022، لكن حربها الجوية استمرت لفترة أطول. ومنذ كانون الثاني/يناير 2007، شنّت أمريكا ما لا يقلّ عن 234 غارة جوية في الصومال استهدفت تنظيمي القاعدة والدولة، وفقاً لبيانات جمعتها مجلة لونغ وور جورنال التابعة لقوات الدفاع عن الديمقراطية. لمدة 15 عاما، نفت أمريكا وقوع أي خسائر في صفوف المدنيين جراء الغارات الجوية، معترفةً بوقوع خمسة فقط حتى الآن! هذه هي لغة الحرب ولا تعكس الواقع حيث استمر فقدان الكثير من الأرواح البريئة جراء الضربات الجوية الأمريكية.
إنّ القوى الغربية التي تذرف دموع التماسيح على مقتل أناس في الصومال أيديها ملطّخة بدماء ملايين النساء والأطفال والشيوخ في جميع أنحاء العالم. أمريكا على وجه الخصوص هي التي تسمح لعملائها في البلاد الإسلامية باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعوبهم كما هو الحال مع بشار الأسد في سوريا.
اشتد الصراع في الصومال وتُركت مثلها مثل باقي البلاد الإسلامية ضحية للقوات الأجنبية. إن التصعيد الأمريكي يحول الصومال من منطقة طوارئ وكارثة إنسانية إلى منطقة أعمال عدائية نشطة، ولن يسلم الناس من حوادث القصف العرضية التي تخلف ضحايا من الرجال والنساء والأطفال.
مثل أي بلاد إسلامية أخرى، ستستمر إراقة الدماء في الصومال من بين الأزمات الأخرى التي تأتي نتيجة ولاء حكام المسلمين لأسيادهم الغربيين. إن العديد من النزاعات في البلاد الإسلامية ناتجة مباشرة عن التأثير والتدخل الأجنبي. ونظراً لأن البلاد الإسلامية يحكمها حكام عملاء للغرب، فإن الأمة تعيش في حالة اضطراب. وبدون الخلافة على منهاج النبوة، فإن الأزمات في الصومال وبقية العالم ستستمر. إنها الخلافة التي تطبق شرع الله، وتحل مشاكل الأمة مرةً واحدةً وإلى الأبد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شعبان معلّم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا