الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
فرض صندوق النقد الدولي عضلاته للاستيلاء على مفاصل الاقتصاد البنغالي يكشف العلاقة الحقيقية بين السيد والعبد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فرض صندوق النقد الدولي عضلاته للاستيلاء على مفاصل الاقتصاد البنغالي

يكشف العلاقة الحقيقية بين السيد والعبد

 

 

 

الخبر:

 

حدد صندوق النقد الدولي تدابير إصلاحية أوسع نطاقاً على بنغلادش، بما في ذلك تطبيق قواعد الانضباط على القطاع المالي وتعزيز تحصيل الإيرادات، حتى تتمكن بنغلادش من الحصول على القرض البالغ 4.5 مليار دولار، ونوقشت هذه الشروط خلال سلسلة من الاجتماعات بين وفد صندوق النقد الدولي الزائر ومختلف الوكالات والإدارات الحكومية في بنغلادش. (ذي ديلي نيشن)

 

التعليق:

 

إن الطريقة التي يتجوّل فيها صندوق النقد الدولي داخل المكاتب الحكومية المختلفة في بنغلادش، مثل المجلس الوطني للإيرادات ووزارة المالية وبنك بنغلادش المركزي، تعد انتهاكاً واضحاً لجميع القواعد البروتوكولية والدبلوماسية. وليس ذلك فحسب، بل يعقد ممثلو صندوق النقد الدولي اجتماعات مباشرة مع المسؤولين من الأقسام الفرعية لهذه المراكز الحيوية في البلاد، ويقومون بمحاسبتهم، والضغط عليهم، وإعطائهم توجيهات حول مسارات العمل المستقبلية، وهذا السلوك يفضح علاقة السيد والعبد بين صندوق النقد الدولي وبنغلادش. وصندوق النقد الدولي، الأداة الاستعمارية الجديدة للغرب، لم يقدّم حتى الحد الأدنى من المجاملة لعملائه المحليين المتنكرين بزي سياسيين ومسؤولين حكوميين، وكما هو متوقع، لم تشعر حكومة بنغلادش بأي خجل من هذا التعدي المهين لصندوق النقد الدولي ووصفته بأنه "عمل منتظم"! إن بعض من يسمون بالمثقفين يقدّمون هذه السيطرة الوقحة والتعدي على ممتلكات الغير من هذه المؤسسة الاستعمارية على أنها نعمة لشعب بنغلادش! إنهم يروجون لفكرة أن مطالب إصلاح السياسات التي قدمها صندوق النقد الدولي هي في الواقع شرط مسبق لاستقرار اقتصادنا، ومن ذلك طلب فريق صندوق النقد الدولي بتعزيز تحصيل الإيرادات، وخفض التضخم، وخفض قروض التخلف عن السداد في القطاع المصرفي، وسحب سقف سعر الربا المزعج، وفرض سعر الصرف القائم على السوق. وقد صرّح زاهد حسين، وهو موظف سابق في البنك الدولي بأن "هذه مشاكل معروفة منذ زمن بعيد وتشكل مشكلة محورية طويلة الأمد في الاقتصاد البنغالي. وبسبب ضغوط صندوق النقد الدولي، يتعين على الحكومة أن تنظر في هذه القضايا بجدية". وفي الواقع، يعرف صندوق النقد الدولي جيداً أنه بدون ظهور هذه المشكلات واستمرار وجودها في الاقتصاد، لن يطلب أي بلد قروضاً منه. ومن الحقائق المعروفة والراسخة أن هذا الصندوق وحلفاءه يخلقون مثل هذه المشاكل بشكل مباشر أو غير مباشر في الدول الضعيفة لتوريطها في مستنقعات قروضه.

 

بعد هزيمتها في الحروب الصليبية، شكّلت أوروبا النصرانية "اتحادات مقدسة" مختلفة لهزيمة المسلمين وشنت العديد من الهجمات العسكرية والغزوات التبشيرية. وبعد عام 1683 ميلادي، وعندما أُجبر المسلمون على الانسحاب من حصار فينّا، اشتدت هذه الغزوات التبشيرية ونجحت فيما بعد في هدم الخلافة عام 1924م. ومع ذلك، لم يتوقف الغزو التبشيري عند هذا الحد. فبعد سنوات عديدة، لا يزال هذا الغزو مستمراً تحت ستار المنظمات غير الحكومية التي تقوم بأعمال تنموية بلغ عددها الآلاف. وكنيسة إنجلترا، وكنيسة السويد، وكنيسة الدنمارك، والكنيسة الإنجيلية اللوثرية، وجهات كنسية أخرى إلى جانب المخططات الاستعمارية مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تضخ مليارات الدولارات كل عام في جيوب تلك المنظمات غير الحكومية للعمل في البلاد الإسلامية. لذلك كان من غير المعقول أن يفرض صندوق النقد الدولي شروطاً فقط لتأمين أقساط قروضه التي تبلغ قيمتها بضعة مليارات من الدولارات، في حين إن مالكي صندوق النقد الدولي ينفقون بسخاء في العديد من المشاريع العلنية وغير العلنية في بنغلادش. والحقيقة هي أن هذه المنظمات غير الحكومية تعمل بين عامة الناس في بنغلادش لنشر معتقدات الكفر ومفاهيم وثقافات تلك الدول الاستعمارية لإيجاد قبول لهذه الأفكار بين المسلمين، ويعمل صندوق النقد والبنك الدوليان على إضفاء الطابع الرسمي لمأسسة سيطرتهم على دولتنا على المدى الطويل. ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم من نواياهم الحقيقية حيث قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ريسات أحمد

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش

آخر تعديل علىالأحد, 06 تشرين الثاني/نوفمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع