الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أندرو تيت.. الإسلام يعلو ولا يعلى عليه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أندرو تيت.. الإسلام يعلو ولا يعلى عليه

 

 

 

الخبر:

 

نشرت مجلة "نيو ستيتسمان" البريطانية مقالة بقلم عائشة علي خان، التي عرفت عن نفسها في صدر المقالة كنسوية مسلمة بعنوان: "المرأة المسلمة تعلم أن أندرو تيت لا مكان له في الإسلام". وقد صدرت المقالة في إطار أصداء إعلان الملاكم السابق والشخصية الإعلامية الشهيرة اعتناقه للإسلام ونشره مقطعاً وهو يؤدي الصلاة. وأعربت المقالة عن رفض قبول تيت في الجالية المسلمة. وأعربت المقالة عن رفض آراء تيت السابقة حول المرأة ووجوب تبنيه موقفاً منسجماً مع الفكر النسوي. وقد عبرت المقالة عن آلاف التغريدات والتعليقات التي ضج بها الإعلام البديل في الأسبوع الماضي منذ أن أعلن تيت إسلامه. وجدير بالذكر أنه ممنوع من النشر على أربع منصات رئيسية عالمية باعتباره أبرز عدو للمرأة، وقد اتهم في السابق بتبرير خطاب يحرض على تعنيف المرأة ويربط بين سلوك بعض النساء وحالات التحرش. وقد نتج عن آرائه المعادية للمرأة وتصريحاته الصادمة تهافت ملايين المتابعين واكتساب شعبية بين نشطاء حقوق الرجال في الغرب والمؤثرين اليمينيين المتطرفين الذين راق لهم ترويجه لفرض الذكورة ومحاربة النسوية.

 

التعليق:

 

بادئ ذي بدء، لا بد من التنويه إلى أن آراء تيت التي تشجع على تعنيف المرأة وتجرم ضحايا الاغتصاب وغيرها من الترهات أتت قبل إسلامه بينما كان يروج للإلحاد والزندقة وينكر وجود الله عز وجل. وقد وصل عدد مرات نشر مقاطع فيديو بوسم اسمه نشرت له قبل إسلامه لأكثر من 13 مليار مشاهدة، وأياً كان محتوى هذه المقاطع السابقة لإسلامه فلا نقول في هذا سوى أن الإسلام يجبّ ما قبله، ويجب ألا يصدر من المسلم بعد إسلامه إلا ما هو منسجم مع قيم الإسلام ومفاهيمه التي تهذب النفس وتعطي كل ذي حق حقه.

 

وقد ذكر ملاكم الكيك بوكسنغ السابق أندرو تيت في لقاء عبر منصة اليوتيوب أنه وجد في الإسلام ضالته بعد طول بحث، وأن الله شرح قلبه للإسلام فوجد نظاما يقنع عقله ويرضي نفسه. وبعد عمر من الزندقة والعبث أعلن كفره بالهدونية (مبدأ المتعة وإقصاء الألم والمعاناة)، وأن مثل هذه الأفكار لا تؤدي لرفعة الإنسان أو استقراره النفسي وأن التمادي في إشباع الغرائز لا يولد أي إشباع حقيقي ولا يؤدي سوى للهث خلف الشهوات.

 

وبحسب الهدونية التي كفر بها تيت فإن السلوك الصائب هو السلوك الذي يحقق أعلى مستوى من السعادة لأكبر عدد من الناس، ولهذا الأمر شقان أولهما أن الفعل - أيا كان - باعث على تحقيق أكبر قدر من السعادة، والثاني أنه يعمل على نشر هذه السعادة إلى أكبر نطاق ممكن. وفي هذا الإطار تتحقق العدالة بمنظورهم في تحقق هذه اللذة. أي أن اللذة غاية وقيمة عليا للإنسان بحسب وجهة نظرهم. وهذا التأليه للمتعة ما هو في الحقيقة إلا اعتراف بقانون الغاب وتغلب القوي على الضعيف وإفقاد لتوازن المجتمعات.

 

بالعودة إلى المقالة المذكورة أعلاه، لا شك أنه لا مجال في الإسلام لفكر نسوي ولا فكر ذكوري، وأن القيمة العليا لكل مسلم هي الالتزام بأحكام ربه، وأن ما هو ظاهر على الساحة اليوم ويحاول أن يُفرض علينا هو اتخاذ الأقلية الصاخبة أفكاراً جزئية أصبحت تقدَّس ويُعلى من شأنها لدرجة جعلها دينا قائما بذاته! يؤلهون الهوى ويقيسون كل فكر على أساس هواهم ويقبلون ويرفضون على أساسه. ونحن لا نقدس البشر وآراءهم أيا كانوا ولا نعبد سوى الله القهار رب الكون والبشر ولا نأبه بمشاهير المنصات وذوي الصيت.

 

وختاما نقول، إن الخطر كل الخطر ليس في أفراد، أيا كانوا، بل في انتشار أفكار منحرفة تنافي الفطرة وتشوهها وتخالف الإسلام وأحكامه وفكره الصافي النقي. نسأل الله أن يحسن إسلام كل من أسلم وأن يهدينا سواء السبيل وأن يثبت قلوبنا على دينه ويحيينا على الإيمان ويميتنا على الإسلام. نسأل الله ألا يقبضنا إليه مبدلين أو مفتونين أو فاتنين وأن يستخدمنا ولا يستبدلنا. اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.

 

﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هدى (أم يحيى بنت محمد)

آخر تعديل علىالأحد, 06 تشرين الثاني/نوفمبر 2022

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الإثنين، 07 تشرين الثاني/نوفمبر 2022م 10:24 تعليق

    بوركت وتربت يمناك أختنا الفاضلة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع