الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا تسعى إلى إيجاد توازن جديد في أوروبا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمريكا تسعى إلى إيجاد توازن جديد في أوروبا

 

 

 

الخبر:

 

قالت أمريكا إن صبر الدول التي تدعم أوكرانيا سوف ينفد إذا لم تبدأ محادثات السلام مع روسيا، ويشير التغيير في لهجة إدارة بايدن إلى أن أمريكا ربما لا تريد أن ترى روسيا أكثر ضعفاً. (واشنطن بوست)

 

التعليق:

 

في البداية، يبدو أنه من الغريب أن تشجّع إدارة بايدن الرئيس زيلينسكي على الانخراط في محادثات السلام، لا سيما بعد أن حققت أوكرانيا مكاسب كبيرة وأجبرت روسيا على الانسحاب من مناطق مهمة عدة. وعلاوة على ذلك، فإن فشل روسيا في تحقيق التفوق الجوي ومشروع بوتين للتعبئة - وهو الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية - يبرز بوضوح مدى قساوة الحرب بالنسبة لروسيا. وبالنظر إلى مأزق روسيا، فقد كان من المتوقع أن يضغط بايدن على أوكرانيا لتحقيق المزيد من المكاسب في ساحة المعركة قبل الإقدام على أي تسوية سلمية تفاوضية.

 

يكشف التتبع الدقيق للظروف الكامنة وراء جهود أمريكا لدفع أوكرانيا للتفاوض مع روسيا، يكشف عن شبكة معقدة من العوامل التي تتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، ومن ذلك ارتفاع أسعار الطاقة الناجم عن غزو روسيا لأوكرانيا والعقوبات الغربية، ما جعل من الصعب على الشعب الأمريكي التعامل مع ارتفاع تكاليف المعيشة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن محاولات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتتالية لكبح التضخم عن طريق رفع أسعار الربا إلى مستويات جديدة لم تفشل فحسب، بل أدت أيضاً إلى المزيد من البؤس على الناس. كما تسببت أزمة تكلفة معيشية مماثلة في إحداث فوضى في جميع أنحاء أوروبا، وهي تضع عزيمة أقرب حلفاء أمريكا على المحك، ثم هناك التهديد الدائم من الحزب الجمهوري بعرقلة مشروع قانون المساعدات الأوكرانية، حيث يمكن أن يحدث هذا بعد فترة وجيزة من انتخابات التجديد النصفي، حيث من المتوقع أن يحقق الجمهوريون مكاسب كاسحة في الكونجرس الأمريكي.

 

وهذه كلها عوامل مهمة تساعد في تشكيل استمرارية سياسة أمريكا تجاه أوكرانيا. ولكن أهم سبب وراء موقف أمريكا الأخير هو أنه تم تحقيق التوازن واستعادة تفوقها، حيث تقوم سياستها الخارجية على الحفاظ على توازن القوى في أجزاء مختلفة من العالم تحت وصايتها وهيمنتها. وكان دعم أمريكا لأوكرانيا متوقفاً على إضعاف روسيا وليس انهيارها. ففي نيسان/أبريل الماضي، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن "نريد أن نرى روسيا ضعيفة إلى درجة أنها لا تستطيع القيام بالأشياء التي فعلتها في غزو أوكرانيا". وهذا منطقي من الناحية الاستراتيجية، لأنه في حالة انهيار روسيا، فإن ذلك سيخلق فراغاً أمنياً في آسيا الوسطى، ويمكّن الصين من توسيع نفوذها في أوراسيا ويهدد استراتيجية أمريكا في احتوائها.

 

وبالنظر إلى واقع روسيا الحالي، فقد قدّر صناع السياسة الأمريكية أن روسيا ضعيفة جدا، وقواتها المسلحة منهزمة، وأوروبا وخاصة ألمانيا تعتمد أكثر من أي وقت مضى على حماية أمريكا لها. ومن ثم، فإنه على ضوء الأسباب السابقة المدعومة بتوازن جديد في أوروبا، يتطلع بايدن إلى إيجاد السلام بين أوكرانيا وروسيا. وخلال أي مفاوضات سلام، ستبذل أمريكا قصارى جهدها لضمان وجود أوكرانيا غير محتلة وخارج حدود روسيا، ما يجعلها قوة آسيوية غير قادرة على فرض تحديات أمنية على أوروبا.

 

من واجب المسلمين الواعين أن يكونوا مدركين لسياسة الصراع بين القوى العظمى واغتنام الفرص لتحرير الأمة من قيود القوى الأجنبية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المجيد بهاتي – ولاية باكستان

آخر تعديل علىالخميس, 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع