الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
منظمة الدول التركية هي أداة بيد أمريكا!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

منظمة الدول التركية هي أداة بيد أمريكا!

 

 

الخبر:

 

في 11 تشرين الثاني/نوفمبر من هذا العام تعقد القمة الأولى لمنظمة الدول التركية في سمرقند. صرح بذلك راديو ليبرتي ومواقع إعلامية أخرى.

 

وقد بدأ الحكام بالوصول إلى سمرقند، ففي 9 تشرين الثاني/نوفمبر وصل رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الذي استقبله في مطار سمرقند الدولي رئيس وزراء أوزبيكستان عبد الله أريبوف ومسؤولون آخرون. كما وصل الرئيس ميرزياييف في 10 تشرين الثاني/نوفمبر.

 

التعليق:

 

تأسست هذه المنظمة في تشرين الأول/أكتوبر 2009 باسم مجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية (المجلس التركي). وفي ذلك الوقت أصبحت أذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وتركيا أعضاء فيها. وفي قمة إسطنبول التي عقدت في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 تم تغيير اسم المجلس التركي إلى منظمة الدول التركية. وأعضاء هذه المنظمة حاليا هم أذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وتركيا وأوزبيكستان. والمجر وتركمانستان لهما صفة مراقب.

 

من المعروف أن آسيا الوسطى هي منطقة نفوذ تقليدية لموسكو، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي المميز وغناها بالموارد جعلها هدفا لأمريكا والصين وأوروبا أيضا، ففي شباط/فبراير 2020 أعلنت أمريكا عن استراتيجية جديدة لها للفترة من 2019-2025. وينبغي النظر إلى تحرك أردوغان لإنشاء منظمة الدول التركية كجزء من هذه الاستراتيجية، فمثلما خدم المصالح الأمريكية في سوريا وأفريقيا والقوقاز وغيرها فإنه يخدم أيضاً دخول نفوذها لآسيا الوسطى من خلال هذه المنظمة. تسعى أمريكا أولا وقبل كل شيء إلى إبقاء أوزبيكستان في مركز مصالحها الجيوسياسية. ففي عام 2018 وحده وقعت مع أوزبيكستان أكثر من 20 عقداً بقيمة 4.8 مليار دولار.

 

ولا شك في أن أمريكا تريد استخدام منظمة الدول التركية لاحتواء الصحوة الإسلامية المتزايدة في المنطقة لا سيما محاربة مشروع الخلافة الراشدة الذي يحمله حزب التحرير. وليس عبثاً أن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تشير إلى استمرار التعاون مع دول هذه المنطقة في محاربة الإسلام، وبالطبع الصين مهتمة أيضاً بهذا الأمر حيث تقوم بتنفيذ مشروعها المسمى بـ"حزام واحد طريق واحد" في هذه المنطقة أيضا.

 

 ومن خلال هذه المنظمة تريد أمريكا تقديم أفكار القومية التركية من أجل صرف الانتباه عن أفكار الإسلام. والأخطر أنها تحاول فرض قيمها على الدول الأعضاء في هذه المنظمة. وقد نصت تلك الاستراتيجية صراحة على أن التعاون الوثيق مع جميع دول آسيا الوسطى الخمس من شأنه أن يساعد في تقدم القيم الأمريكية!

 

وأوروبا كذلك تراقب عمل المنظمة من خلال المجر التي تتمتع بوضع مراقب في هذه المنظمة.

 

أما روسيا التي تحكم قبضتها على دول آسيا الوسطى الأعضاء في هذه المنظمة عبر رابطة الدول المستقلة والتعاون الاقتصادي الأوراسي ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي فتشعر بالقلق بالتأكيد بشأن تصرفات أمريكا هذه. ففي 9 تشرين الثاني/نوفمبر قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "إننا نسجل محاولات أمريكية لكسب موطئ قدم في آسيا الوسطى". كما أن إضعاف روسيا في الحرب في أوكرانيا يساعد أردوغان على جذب دول آسيا الوسطى إلى شَرك أمريكا. ويعتبر عدد من الخبراء هذه الحرب فرصة جيدة لتركيا لتعزيز موقعها في آسيا الوسطى.

 

إن منظمة الدول التركية هذه لا تهتم أبدا بالمسلمين، حيث قال الأمين العام لهذه المنظمة بغداد أمرييف ردا على سؤال من مراسل KunUZ حول موقفها من قضية الإيغور "هذه شؤون داخلية للصين ونحن لا نتدخل فى شؤون البلدان الداخلية الأخرى".

 

وباختصار إن منظمة الدول التركية هي أداة في يد أمريكا، التي تحاول زرع نفوذها في هذه الدول من خلال أردوغان.

 

إن الواقع المرير الذي نعيشه اليوم نحن المسلمين يؤكد صدق وحقيقة قول رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ». لذلك نحن بحاجة إلى هذا الجُنة أكثر من أي وقت مضى. والخلافة الراشدة القائمة قريبا بإذن الله ستضع حداً لمؤامرات المستعمرين الكفار وعملائهم. وإن غدا لناظره قريب!

 

﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل – أوزبيكستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع