- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مَن غير دولة الخلافة تقطع الأيادي الآثمة عن السودان؟
الخبر:
أورد موقع الحاكم نيوز خبرا جاء فيه: رفضت وزارة الخارجية السودانية تدخل سفارات كل من النرويج، بريطانيا وأمريكا في قضايا السودان الداخلية، وكانت السفارات المذكورة قد أصدرت تصريحات بإدانة الأحداث الأخيرة التي صاحبت قرارات المحكمة فيما يتعلق بنقابة المحامين.
وأكدت في بيان لها على أن إدانة أي طرف من أطراف الأزمة السودانية من أي جهة خارجية هو أمر مرفوض تماما ولا يمكن أن تتقبله الجهات الرسمية السودانية بأي حال، منوهة إلى أن الشأن الداخلي له قوانين ولوائح تنظمه وجهات تنفيذية رسمية تطبقه وفقا للنظام القائم، وأسند البيان السبب الرئيسي لحدة هذا الخلاف بين الفرقاء إلى الانحياز الواضح لسفارات دول النرويج وبريطانيا وأمريكا لفئة معينة لا تمتلك سنداً ولا شرعية قانونية وتحول دون إنفاذ الإجراءات القانونية المتبعة.
كما نوهت إلى أنه يجب على كل القائمين بالعمل الدبلوماسي في السودان التزام الحياد وعدم التدخل بأي شكل في القرارات السودانية القضائية والقانونية، وحذرت من مغبة إصدار أي بيانات أو تصاريح تمس الشأن الداخلي السوداني وتحول دون الوقوف في صف القانون وتزرع الخلافات والشقاق بين مكونات الشعب السوداني.
التعليق:
صدق الشاعر حيث قال (كالهرِّ يحكي انتفاخاً صولة الأسد!)، فهذا ينطبق تماما على القائمين على أمر هذه البلاد.
فسبحان الله! يدينون تصريحات السفراء لإدانتهم الأحداث الأخيرة التي صاحبت قرارات المحكمة فيما يتعلق بنقابة المحامين، ولا يدينون جولات السفراء في البلاد والتدخل في أخص خصوصياتها!! فبعد أن فعل سفراء البلاد الغربية ولا سيما سفراء أمريكا وبريطانيا ما يشاؤون ويتحركون في البلاد طولا وعرضا كأنها مقاطعة أمريكية ويلتقون بالأفراد والجماعات والهيئات حتى ولاة الولايات، ها هي وزارة الخارجية تصدر منشورا هزيلا محذرة السفراء من التدخل في الشأن الداخلي!
فالسفير الأمريكي مثلا ما إن حضر للسودان حتى التقى بأمهات الشهداء وزار مدينة الفاشر وعقد اجتماعا مع حكومة الولاية، وقال إن زيارته تأتي بهدف التعرف على مجمل الأوضاع بدارفور وما يلي تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام بجانب التعرف على قضايا التنمية والاستقرار، وزار مخيم زمزم للنازحين وعقد لقاءات مع قادة الإدارة الأهلية ولجان المقاومة وجامعة الفاشر وقرية طرة شمال دارفور، ولم يكتف بذلك، فقبل أيام قلائل زار هذا السفير مدينة القضارف وكسلا والتقى خلالها ناظري قبيلتي البني عامر والهدندوة وبحث الأوضاع الاجتماعية والإنتاج والزراعة وأوضاع اللاجئين والصراع في شرق السودان. فأين كنتم وقتها وهو يفعل ما لم يفعله البرهان حاكم السودان؟!
وقبلها في 2 تموز/يوليو 2022 أورد موقع الأمم المتحدة خبرا جاء فيه: "اجتمع الممثل الخاص للأمين العام خلال زيارته بالفريق أول محمد حمدان دقلو، والوفد المكون من عضوَي مجلس السيادة الدكتور الهادي إدريس والأستاذ الطاهر حجر، ووالي ولاية غرب دارفور خميس أبكر، بالإضافة إلى لجنة أمن الولاية. وشدّد الممثل الخاص للأمين العام على مسؤولية القوات الأمنية في ضمان حماية المدنيين، لا سيّما خلال الموسم الزراعي، كما استفسر عن الترتيبات الأمنية الموضوعة في هذا الصّدد".
إن فرض هيبة الدولة ليس بمثل هذه البيانات الهزيلة التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به وإنما يكون قولا يتبعه فعل صارم، ولكن أنّى لدولة وظيفية عميلة تفرض هيبتها على هؤلاء الأنجاس وحكامها ترتعد فرائصهم عند لقائهم فأصبحوا هم الحكام الفعليين لهذا البلد؟!
إن تدخلات القوى الخارجية في شئون البلاد عبر سفرائها هو لتحقيق مصالح الدول الغربية الاستعمارية، وإعانتها لنهب الثروات، وتمزيق البلاد وطمس هويتها وإبعاد الإسلام ومنعه من توجيه الحياة على أساسه وإبعاده عن العلاقات بين الدولة والمجتمع. وهذا الأمر تتفق فيه القوى الاستعمارية كافة.
طالما هؤلاء الحكام العملاء على سدة الحكم، فلن ينقطع الكفار عن التدخل السافر في بلادنا، فالذي يردع هؤلاء المستعمرين إنما هي دولة تقوم على أساس الإسلام، وتتعامل معهم بقوة وتقطع أياديهم الآثمة عن بلادنا، إنها الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان