الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كأس العالم في قطر: وصمة عار تاريخية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كأس العالم في قطر: وصمة عار تاريخية

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في غضون أيام قليلة، سيسافر المنتخب الدنماركي لكرة القدم إلى قطر لتمثيل الدنمارك في مونديال 2022. وسيلعب الرياضيون الدنماركيون ببدلات سوداء، وهو ما يرمز إلى فرقة عزاء تعبر عن عدم الرضا عن النظام في قطر والتي تشير إلى أن الدنمارك تحضر جنازة.

 

المنطق الأساسي وراء ذلك هو أنه لا يمكنك دعم دولة تنتهك حقوق الإنسان وتقيد التعبير الجنسي وتسيء معاملة العمال المهاجرين. ومع ذلك، فإن جميع الدول المؤهلة تشارك، حتى مع التمثيل السياسي.

 

التعليق:

 

لأشهر عدة، احتدم الجدل حول اختيار قطر كدولة مضيفة، وانتقد العديد من السياسيين في أوروبا بشدة قطر ودعوا إلى مقاطعة الجولة الأخيرة، لا سيما في الدفاع عن الشواذ جنسيا في الآونة الأخيرة، ونشرت محطة التلفزيون DR، المملوكة للدولة الدنماركية والخاضعة لتوجيهات وزير الثقافة، فيلماً وثائقياً يُظهر الجانب الفاسد والوحشي لكأس العالم. كان من الصعب تتبع هذه الاحتجاجات والأفلام الوثائقية عندما أقيم مونديال روسيا عام 2019، حتى مع تعرض عمال الاستاد لظروف يُرثى لها، وتسببت في مقتل وقصف الأبرياء على أيدي جنود روس في سوريا، وقالوا لا يجب أن تخلط الرياضة بالسياسة. واليوم روسيا ممنوعة من المشاركة في كأس العالم بسبب غزوها أوكرانيا.

 

لا شك في أن قطر هي دولة ديكتاتورية تستغل العمال المهاجرين وتبقيهم في عبودية حديثة، ما أدى إلى وفاة أكثر من 6500 شخص. لكنها دكتاتورية تقيم معها الدنمارك علاقات سياسية وتعاملات تجارية، كما تتعاون الحكومة الدنماركية مع مودي، جزار الهند، الذي تقطر يداه من دماء المسلمين الأبرياء، ويمكن قول الشيء نفسه عن "ديمقراطية الشرق الأوسط الوحيدة" في أرض فلسطين المحتلة، فأين الاحتجاجات وأحاديث المقاطعة؟! أم أن حقوق الإنسان تنطبق فقط على الشواذ جنسيا والأوكرانيين؟!

 

في الدنمارك، تم سن قوانين خاصة للاجئين الأوكرانيين، حتى لا يتأثروا بالسياسة غير الإنسانية نفسها التي قوبل بها اللاجئون السوريون. في غضون ذلك، وجدت الدنمارك إحساسها بالعدالة فيما يتعلق بالعمال المهاجرين في قطر، لكن هذا ليس موجوداً في سياستها، حيث يتم تسليم اللاجئين إلى الديكتاتور في سوريا!

 

إن استضافة كأس العالم في قطر هي وصمة عار تاريخية من نواح كثيرة، حيث كلفت أكثر من 200 مليار دولار أمريكي، وهو أكثر من كافٍ للقضاء على الفقر العالمي! يستخدم النظام عائداته النفطية الهائلة، التي تخص الأمة الإسلامية، للترويج لنفسه بينما يغرق السكان في الفقر في أوقات الأزمات الشديدة.

 

لا يحق لشرطة الأخلاق الغربية المتعجرفة والمنافقة إلقاء اللوم على قطر. فالغرب، غارق في دماء الاستعمار، ويبيع السلاح للأنظمة الاستبدادية ويسبب الموت والدمار في أفغانستان والعراق، فليس له الحق في إلقاء المحاضرات على الدول الأخرى حول حرمة الحياة البشرية.

 

هذه ذروة النفاق وازدواجية المعايير. إنه مثل تلميع الهالة في دوائر أثناء تغطية قرونهم الشيطانية!

 

يحتاج العالم إلى بديل مبدئي يمارس أخلاقاً وإنسانية متسقة وثابتة، دون تمييز ونفاق. إن البديل الوحيد عن ازدواجية المعايير في الرأسمالية هو الأخلاق الإسلامية الصحيحة، التي لا تقدس المنفعة والربح، بل الأحكام التي أنزلها الله تعالى، وتتجسد في سياسات الدولة الإسلامية، دولة الخلافة. ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إبراهيم الأطرش

آخر تعديل علىالأحد, 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع