السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ماذا يريد الغرب بثقافته للمسلمين؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ماذا يريد الغرب بثقافته للمسلمين؟

 

 

الخبر:

 

أفاد موقع KUN.UZ ومواقع إخبارية أخرى بأن طشقند استضافت في 14-16 تشرين الثاني/نوفمبر المؤتمر العالمي الثاني المخصص لتربية الأطفال الصغار وتعليمهم. وفي حديثه في المؤتمر اقترح الرئيس الأوزبيكي ميرزياييف اتخاذ قرار خاص للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن نتائج المؤتمر العالمي حول أهمية تعليم الأطفال كعامل مهم في تحقيق تنمية البشرية جمعاء. وقد اقترح أيضا إنشاء مركز إقليمي لليونسكو في طشقند.

 

التعليق:

 

معلوم أن رأس الكفر أمريكا والغرب لا يألون جهدا في محاربة الإسلام والمسلمين بكل الوسائل. وأخطر هذه الوسائل هو الهجوم الثقافي والفكري، وهو أخطر حتى من الهجوم العسكري. فالهجوم العسكري إن كان يقتل الإنسان جسدياً في ساحة المعركة، فإن الهجوم الثقافي يمكّن العدو من اختراق البيوت وتسميم عقول الناس وخاصة عقول الشباب والأطفال ويحولهم إلى عبيد مطيعين له! أي هو استعمار فكري وثقافي. ويقوم المستعمرون الكفار بتنفيذه عبر المنظمات العالمية مثل الأمم المتحدة واليونسكو التي تخدم مصالحهم وبمساعدة أدواتهم الحكام العملاء.

 

ومن موضوع هذا المؤتمر في طشقند يتضح أن الأطفال الصغار هم نقطة الهدف! لأن الأطفال هم مستقبل الأمة. وخطة المستعمرين الكفار هي تدمير مستقبل الأمة هذا! بالطبع تقدم أمريكا والغرب سمّهما هذا ملفوفا بورق لامع بعبارات رنانة مثل "تقدم وتطور وجودة تعليم...". ويتضح هذا من خلال كلمات ميرزياييف أن هذا "عامل مهم في تحقيق تنمية البشرية جمعاء".

 

يركز روبرت سوتلوف - وهو المدير العام لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط - في كتابه "معركة الأفكار في الحرب ضد الإرهاب" على أهميَّة كسب عقول الشباب في الشرق الأوسط. والشباب في آسيا الوسطى بما في ذلك في أوزبيكستان أيضا ليسوا استثناءً بالطبع. لأنه ليس هناك شك في أن هجوماً ثقافياً أيضا قد أخذ مكانه في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لآسيا الوسطى للفترة 2019-2025. ويمكن اعتبار هذا المؤتمر في طشقند بأنه عمل في إطار هذه الاستراتيجية.

 

هذا السلوك من الغرب هو سكرة موته، لأن الغرب يتجه إلى الموت. وسبب ذلك هو انهيار القيم الدينية والعائلية والتربوية والأخلاقية فيه. ففي الغرب يعتبر الزنا والإجهاض والشذوذ والرذائل الأخرى أمراً طبيعياً وحتى قانونياً! فمثلا في 30 حزيران/يونيو 2017 وافق البرلمان الألماني على مشروع قانون لإضفاء الشرعية على زواج المثليين. وقد صوت 393 نائبا من البرلمان الألماني لصالح إضفاء الشرعية على مثل هذا الزواج! ومثال آخر على التدهور الأخلاقي في الغرب هو أن صحيفة الجارديان رصدت عددا من الانتهاكات الجنسية على يد أعضاء في البرلمان من أحزاب مختلفة بينها المحافظين والعمال.

 

إذن يتضح من هذا نوع الحياة التي يريدها الغرب للمسلمين من خلال إدخال ثقافته.

 

كتب باتريك جيه بوكانان وكان يعمل مستشاراً لثلاثة رؤساء أمريكيين سابقاً في كتابه "موت الغرب" مؤكدا انهيار أمريكا وأوروبا وكيان يهود: أن "الثورة الجنسية تلتهم أطفالنا. إحصاءات حالات الإجهاض والطلاق وانخفاض معدلات المواليد والأسر الوحيدة الوالد وانتحار المراهقين والمراهقات وجرائم المدارس وإدمان المخدرات والاعتداء على الأطفال والاعتداء الزوجي والجرائم العنيفة ونسبة الإصابات بالسرطان والزنا وانخفاض مستوى التعليم، تُظهر مدى عمق الأزمة في مجتمع تأثر بالثورة الثقافية... وتنتشر هذه العدوى وتجر حضارتنا بأكملها إلى القبر". وهو يكتب برعب: "قاد المثليون والمثليات التربية الجنسية في المدارس وتغلغلوا وتأصلوا في العمداء ومجالس الجامعات. وألغت الهيئات التشريعية في الولايات واحدة تلو الأخرى القوانين التي جعلت اللواط جريمة". ويكتب أيضا: "منذ أن أصدر القاضي بلاكمان حكمه التاريخي تم إجراء 40 مليون عملية إجهاض في الولايات المتحدة".

 

هذه شهادة رجل من أنفسهم وهذا فقط غيض من فيض الرذائل في الغرب!

 

إذن فإن الغرب بثقافته الفاسدة الشريرة يريد جر المسلمين وخاصة الشباب والأطفال إلى هاوية الهلاك!

 

لذلك يجب على أصحاب الوعي السياسي والمفكرين السياسيين والمثقفين ورجال الدين والمدونين والآباء دق ناقوس الخطر بشأن هذا الخطر. وبما أن الله سبحانه وتعالى قد حذرنا من أنهم لن يرضوا عنا أبداً حتى نتبع ملتهم لذلك لا يمكن توقع أي خير منهم ومن ثقافتهم. والخير والعزة في الإسلام فقط. وكما قال الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه: "كنا أذل أمة فأعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله". فابتغاء العزة في غير الإسلام يأتي بالذل فقط. وها نحن نشهد هذا في الواقع. والطريقة الوحيدة لتغيير هذا الواقع المرير هي أن نستأنف الحياة الإسلامية من جديد. وهذا لن يتحقق إلا في ظل دولة الخلافة الراشدة القائمة قريبا بإذن الله.

 

﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل – أوزبيكستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع