السبت، 26 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
افتتاح كأس العالم في قطر حقائق تتضح

بسم الله الرحمن الرحيم

 

افتتاح كأس العالم في قطر حقائق تتضح

 


الخبر:


منذ 20 الشهر الجاري والإعلام العربي والغربي بلا استثناء يتحدث عن افتتاح كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر. وربما كان الإعلام الغربي يستغل الحدث للسخرية والتعبير عن عنصريته المعتادة في عدة مواقف، لكن ليس هذا ما يهمنا من الحدث، بل سنتطرق لنقاط أهم بكثير.

 

التعليق:


1. لم يألُ الإعلام العربي سواء الرسمي أو الخاص بجميع أطيافه، جهداً، للتعبير عن الفرحة العارمة بما قامت به قطر من جهود امتدت لاثنتي عشرة سنة للتجهيز لهذا الحدث. فمشاهد البيت على شكل خيمة، وقراءة آية قرآنية في البداية، واستضافة الدعاة المعروفين وما ظهر من دخول مئات الأفراد في الإسلام حتى قبل بدء المونديال رسمياً، وإضاءة الشعلة من لاعب على ظهر حصان، والسيوف التي جرى استعراضها والرقص بها؛ كلها أثارت عواطف العامة وذكرتهم بتاريخ مجيد يتوقون له، فخلطوا بين الشوق للنهضة والعودة لاقتعاد ذرى المجد، وبين هذا الخلط الذي جمع مظاهر بسيطة لتراث إسلامي مع نمط عيش غربي وطراز حضاري يخالف الإسلام ويناقضه، بل ومع ما حدث من أحداث كوجود الشواذ والراقصات والملحدين في هذا البلد المسلم بكل راحة يعبرون عن عقائدهم وكفرهم، فقد غفلت الغالبية عن رسالة النظام القطري وانشغلوا بمظاهر براقة أخفى تحتها خبثه ومكره.


2. نشرت الجزيرة نت تقارير عدة حول الحدث، محتفية به وتروج له كإنجاز قطري عربي. لكن هذه التقارير لو تأملها المسلم وهو ينظر بمنظار الوحي، لأبصر ما فيها من خبث ومكر لهذه الأمة. فقد ورد في تقرير: (وقد ركز هذا الحفل على موضوع الوحدة والشمولية. وقال أمير الدولة صاحبة الضيافة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وهو يفتتح هذا الحدث العالمي الكبير "من قطر ومن العالم العربي أرحب بالجميع في مونديال 2022". وذكر الشيخ تميم أيضا "كم هو جميل أن يتمكن الناس من تنحية ما يفرقهم جانبا للاحتفال بتنوعهم وما يجمعهم معا"). انتهى. فهذه هي الرسالة التي يريد حاكم قطر إيصالها: الوحدة بين الجميع رغم اختلافاتهم، وشمول كل هذا التناقض.


3. رسالة النظام القطري: الوحدة بين المسلمين من أهل البلد ومن جاورهم من شعوب مسلمة، وبين من جاءهم من يهود ونصارى وبوذيين وملحدين. وما العرض الذي جرى تقديمه بين نجم هوليوود مورغان فريمان على أرض ملعب البيت إلى جانب القطري غانم المفتاح، إلا رسالة توصل هذه المعاني، ولمن لا يعرف من هو مورغان فيكفيك أنه ملحد حقق شهرة واسعة من أعمال أهمها فيلمان تقمص فيهما شخصية الإله حسب المفهوم الغربي عنه. فهل الوحدة مع مورغان وأمثاله هي ما يريده حكام قطر؟!


4. تضمنت فقرات الافتتاح عروضاً مسرحية لرجال ونساء يرتدون زياً موحداً وهو فساتين بألوان غريبة، وتحتها كتبت الجزيرة: "هدف حفل الافتتاح نشر رسالة الوحدة والاحترام والقبول بالجميع". فهل القبول بالجميع يتضمن قبول الشواذ والسيداويين والمتحولين جنسيا؟!


5. إن أخطر أفكار يعمل الغرب على مهاجمة الأمة بها في هذه الفترة هي دين الإنسانوية، والجندر، والقبول بالإسلام الوسطي مقابل الإسلام السياسي. فكلها أفكار تروج لنبذ الإسلام كوحي من السماء هو وحده الحق ويجب تطبيقه في دولة تحمله للعالم رسالة هدى ونور، وتجعله مجرد ملة يتبعها أهلها كخيار شخصي، ليست حقاً ولا باطلاً، هو دين عفا عليه الزمن بزعمهم، مثله مثل غيره، المسلم يعبد الله والنصراني يعبد الثالوث والهندوسي يعبد بقرة، وكلهم سواء ويساويهم من لا يعبد شيئاً وينكر الدين كله، الحرية مطلقة فلك أن تؤمن أو تكفر، تبقى كما خلقك ربك أو تغير جنسك البيولوجي، ليس هناك حق ولا باطل، كلها خيارات مطروحة على طاولة صنعها الغرب ويريد تصديرها لنا، وقطر عبر كأس العالم تروج لهذه الطاولة وتدعو المسلمين للاقتراب والمشاهدة وحتى تحية المجتمعين على طاولة الفجور.


6. بقيت نقطة أخيرة، وهي وجود الدعاة الذين نظن بهم خيراً في هذا الحدث لاستغلاله للدعوة لدين الله، ودخول مئات الأفراد في الإسلام. فأقول وبالله الاستعانة: إن دخول المئات في الإسلام في قطر هو خير عميم، لو سلم من فتنة نشر كل هذا المنكر لملايين المسلمين ممن حضره وشاهده عبر الإعلام. إن وجودكم أيها العلماء ممن نحسبكم على خير هو مما ساهم في تهييج مشاعر المسلمين حول العالم وانبهارهم بقطر ونظامها العميل الذي أجرم بحق الأمة في مواطن كثيرة ليس آخرها كأس العالم. وإن حرمة دم المسلم كما تعلمون هي أعظم عند الله من حرمة الكعبة، فكيف ترضون أن تكونوا سهماً يستغله العدو ليضرب به في صدر الأمة وهو يروج لمنكره متستراً بوجودكم في هذا الحدث؟! كيف ترضون أن يتستر عدوكم بكم ليفتن جموع المسلمين حول العالم ويمرر لهم فكراً خبيثاً نجساً؟!


7. إن دخول الناس في دين الله أفواجاً هو مطلب الأمة لكن سبيله معلوم وهو تطبيق الإسلام في الأرض عبر دولة الخلافة. دولة تطبقه وحده وتجعل لله السيادة وللمسلمين السلطان. فالإسلام يعلو ولا يُعلى عليه، ولا يقبل أن يتمازج مع أي باطل سواه. وسورة الكافرون تنطق بالبراء من أي كفر وباطل. والله سبحانه جعل الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا، لكنه جعل الأفضلية والتمايز لأهل التقوى، ولم يترك هذا التعارف مفتوحاً لمجرد القيام بنشاط ترفيهي يلتقي فيه أهل الباطل وهم يفاخرون بباطلهم مع أهل الحق وهم يمارونهم فيه.


﴿فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع