- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً﴾
الخبر:
ذكرت وسائل إعلام قبل أيام تصريح أردوغان: "أنَّه لا توجد خصومة دائمة في عالم السياسة؛ جاء ذلك رداً على سؤالِ صحفية في البرلمان التركي حول إعلان زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، تأييده للقاء أردوغان مع الرئيس المصري السيسي في قطر، واقتراحه إجراء لقاء مع بشار الأسد".
التعليق:
أمرنا ربنا سبحانه وتعالى أن نعبده ونتبع الحق ونثبت عليه، وحذرنا من عبادة غيره واتباع الباطل ومداهنته ولو ببعض الأمور، قال تعالى: ﴿وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ﴾، وبين لنا الله سبحانه في كتابه الكريم نظرة الكفار للمؤمنين، كقوله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ وقوله سبحانه: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ﴾ وقوله تعالى عن المنافقين: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ﴾، فحالة الكفار والمنافقين مع المؤمنين لن تتغير، مثل حالة الظالمين والمفسدين والمجرمين والقتلة ما لم يحدثوا توبة، فالسيسي وبشار وأمثالهما من طواغيت المسلمين سفكوا الدماء الزكية وانتهكوا الحرمات ودنسوا المقدسات وسجنوا وهجّروا وفاقوا يهود في الإجرام والعداء، ولم يعلنوا توبة بل يصرون على أفعالهم القبيحة ويستمرون في غيهم، فنجد أردوغان يلتقي بعدو الأمس ويصافحه ويعلن استعداده للقاء طاغية الشام، ويصرح بدون استحياء من الله أن لا خصومة دائمة في السياسة! فما الذي تغير عند بشار منذ بداية ثورة الشام؟! وما الذي تغير عند السيسي منذ انقلابه على الإخوان وسحق المتظاهرين بالدبابات وكونه دكتاتورا مجرما؟!
إن كل حاكم لا يحكم بشرع الله ينطبق عليه قول الله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ أو ﴿الظَّالِمُونَ﴾ أو ﴿الْفَاسِقُونَ﴾، وكذلك العدو والمجرم والظالم وأضرابهم لن تتغير نظرة الإسلام لهم طالما لم يؤمنوا بالله ولم يخضعوا لشرعه ولم يعلنوا توبة نصوحا إلى الله، ومن يقول غير ذلك فقد افترى على الله كذبا ودخل في سخطه جل وعلا.
إن الحق ساطع ولن ينطفئ نوره، ومن ابتعد عنه سقط في الظلمات والضلال المبين، فما على أهل الحق في زمن انتفاخ الباطل وكثرة المطبلين له إلا الثبات على فعل الحق وقوله والدعوة له، والله غالب على أمره، والله متم نوره، ولو كره الكافرون والمشركون والمنافقون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ د. محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان