- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
جيل الشباب – العامل الرئيسي في إقامة الإسلام
(مترجم)
الخبر:
أدّى تعيين أنور إبراهيم في منصب رئيس الوزراء العاشر لماليزيا أخيراً إلى إنهاء فترة الوظيفة الحكومية الشاغرة التي استمرت 5 أيام بعد الانتخابات العامّة الخامسة عشرة. ووافق ملك ماليزيا السلطان عبد الله راية الدين المصطفى بالله شاه على هذا التعيين وتشكيل حكومة وحدة لماليزيا. وعلى الرّغم من عدم تمكن أي حزب أو تحالف أحزاب من تشكيل أغلبية في البرلمان، فلا شكّ أن نتيجة الانتخابات تتوقف بشكل كبير على مشاركة الناخبين الشباب في الانتخابات العامّة الخامسة عشرة. في الانتخابات العامّة الخامسة عشرة، تمّت الموافقة على التسجيل التلقائي للناخبين لأي ماليزي يبلغ من العمر 18 عاماً، ما أدّى إلى تغيير التركيبة السكانية للناخبين بشكل كبير. لقد غيّر هذا بلا شك المشهد السياسي في البلاد حيث أعادت الأحزاب السياسية مواءمة نهجها في جذب الناخبين ويمكننا التأكد من أن حكومة الوحدة المقبلة ستركز على احتياجات الشباب للحفاظ على دعم هذا الجيل المهم.
التعليق:
فيما يتعلق بعدد الناخبين الشباب في الانتخابات العامّة الخامسة عشرة، تمّ تسجيل ما مجموعه 10.6 مليون ناخب شاب تتراوح أعمارهم ما بين 18-40 سنة، أي ما يعادل 58.5٪ من 21.1 مليون ناخب مسجّل. عدد كبير من الدوائر الناخبون الشباب مسجلون بها، وكان لهذه الحقيقة تأثير كبير على مقاربات الأحزاب السياسية المتنافسة، ويمكن رؤيتها وهي تسلط الضوء على المرشّحين الشباب وتزيل المرشحين المخضرمين على الرّغم من أن تأثير هؤلاء المحاربين القدامى لا يزال محسوساً. علاوةً على ذلك، تدور القضايا التي تمّ لعبها قبل الانتخابات العامّة الخامسة عشرة حول اهتمامات الشباب مثل ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة والتعليم والاستقرار السياسي والفساد وإساءة استخدام السلطة.
في الواقع، لا يمثل الشباب مستقبل بلد معين فحسب، بل هم وكلاء المجتمع الرئيسيون للتغيير والتقدم. مع الفوارق السياسية الحالية التي تهيمن عليها المبادئ الديمقراطية العلمانية، ليس من الصعب أن نرى جيل الشباب، بقوة، يتمّ توجيهه نحو طرق قد تكون مدمرة في المستقبل. ومن ثمّ فمن الأهمية بمكان أن يتوجه هذا الجيل نحو اعتناق الإسلام بكامله لكسر أغلال العلمانية التي حالت دون توجيه إمكانياته نحو النهضة الإسلامية. الطّاقة التي يمتلكها هذا الجيل قادرة على تغيير المجتمعات بقوة مقارنة بالجيل الأكبر سناً. يمكن ملاحظة هذا ليس فقط من حيث القدرة الجسدية، ولكن أيضاً من حيث الروح والذكاء. خلال فترة شبابنا، بدأنا في البحث عن هويتنا وتطوير عمليات التفكير التي ستستمر بها حياتنا. خلال هذه اللحظة، إذا تم توجيه الشاب نحو الاتجاه الصحيح بعملية التفكير الصحيحة والهوية الصحيحة، فإننا سنشهد انفجاراً في الإمكانات بداخله. لذلك، من أجل إيقاظ المسلمين وتحقيق النهضة، يجب التركيز على شؤون الشباب بجدية كبيرة. هذا مصدر قلق بالغ الأهمية نحتاج إلى التركيز عليه لضمان التطور الصحيح لشبابنا حتى يمكن تحقيق إمكاناتهم بالكامل.
من أجل تخريج شباب قادرين على اجتياز مخاض النهضة الإسلامية، علينا أن ننتبه إلى كيفية تفاعل رسول الله مع هذه المجموعة في بداية دعوته. إن ما رآه رسول الله كشف لنا أن نتبعه، ويكفي أن ننظر إلى كيفية تغير الجيل الشاب نتيجة دعوته. كانت غالبية المسلمين الأوائل من الجيل الأصغر، سيدنا أبو بكر الصديق أسلم وهو في سن 37، وسيّدنا عمر بن الخطاب في سنّ 26، وطلحة بن عبيد الله في 11، ومصعب بن عمير في 24، والأرقم بن أبي الأرقم ابن 12 سنة. كان لكلّ منهم دعامة قوية من أركان العقيدة الإسلامية والأفكار وحافظوا على إيمانهم والتزامهم حتى نهاية حياتهم. وبالمثل، عندما رأى رسول الله أنه في المدينة، كان الشباب هم الذين دافعوا عنه في دعوته. فخلال معركة أحد، كان الشاب أنس بن النضر على استعداد للتضحية بنفسه فشكل درعاً وتلقى 80 طعنة لحماية رسول الله ﷺ. هؤلاء الشباب هم من الشخصيات المهمة في انتشار الإسلام وإيقاظ العرب من الجهل. يجب غرس جيلنا الشّاب بفهم شامل للإسلام، وبإذن الله سبحانه وتعالى، سننعم بإقامة السيادة الإسلامية الحقيقية، الخلافة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا