الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
يا مصرّف القلوب، اصرف قلوبهم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يا مصرّف القلوب، اصرف قلوبهم

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

اختارت الحكومة الباكستانية رئيس جهاز المخابرات السابق عاصم منير رئيسا جديدا للجيش، وهو المنصب الذي فرض بشكل كبير حكم الدولة المسلحة نوويا في جنوب آسيا في الماضي. (المصدر)

 

التعليق:

 

كانت باكستان منذ ولادتها دولة مهمة للغاية بسبب موقعها الاستراتيجي وشعبها الشجاع المحب للإسلام. منذ أن برزت كقوة نووية أصبحت شوكة في خاصرة أعدائها المكشوفين والمختبئين. على الرغم من أن البريطانيين قسموا شبه القارة الهندية إلى قسمين وكان واضحاً أنهم يؤيدون الهند، إلا أنهم لم يتخلوا عن باكستان وتأكدوا من أن هذه الدولة المولودة حديثاً لن تقف بمفردها أبداً. ظل الجيشان الهندي والباكستاني إلى حد كبير تحت قيادة ضباط بريطانيين. كان الجنرال ميسيرفي هو القائد الأعلى للجيش الباكستاني، بينما كان المشير أوشنليك هو القائد الأعلى للجيشين الهندي والباكستاني. تم اختيار ميسيرفي من طرف محمد علي جناح وهو مثال على الولاءات القومية. عانى مسلمو الهند طبقات من الخسارة في شكل الحياة والشرف والأصول والثقة. كانت كشمير واحدة من هؤلاء، وفي تشرين الأول/أكتوبر 1947، حشد رجال قبائل البشتون من أجل تحرير كشمير. كان ميسيرفي في ذلك الوقت في لندن وكان القائد العام الجنرال جراسي الذي عندما أمره السيد جناح للمساعدة في استعادة كشمير، رفض الانصياع. سافر المشير أوشنليك إلى لاهور وأقنع جناح بالتراجع عن أمره. كتبت هذه اللحظة الأدوار المستقبلية للعلاقة بين الجيش الباكستاني والحكومة المدنية، ويستمر شد الحبل هذا حتى الآن.

 

قاد العديد من الرؤساء ذوي الأسماء الإسلامية والقلوب والعقول الاستعمارية الجيش الباكستاني في السنوات الـ75 الماضية، وتنكبوا عن المسؤولية الشريفة التي أوكلها الله سبحانه وتعالى. مسلمو أفغانستان وبنغلادش وكشمير والهند جيراننا وفي حاجة ماسة إلى المساعدة، بينما يتم إرسال جنودنا في مهام للأمم المتحدة وتدريبات مشتركة مع الدول التي تضطهد إخواننا وأخواتنا المسلمين. نرى جيشنا يوفر الحماية للشعب الصيني الذي يعمل في باكستان، ويتخذهم داعمين وأصدقاء، بينما يعاني مسلمو الإيغور في الصين ولا يظهر أي رحمة تجاههم. يبدو أن جميع التحالفات التي يتطلع إليها الجيش الباكستاني لا يخشى فقدها لأنهم يعرفون مدى تورطهم في هذا العمل، الذي لا يتضمن فقط الحدود ولكن بناء الأصول الشخصية أيضاً.

 

كل عمليات التدقيق والمراقبة لاختيار قائد الجيش تنطوي على مصلحة الأفراد السياسيين والعسكريين المتعطشين للسلطة ويراقبها الغرب عن كثب. يتمتع الجيش الباكستاني بالقوة والتدريب والقدرة على الوقوف في وجه العدو، الأمر الذي لن يوفر الحماية للمسلمين في جميع أنحاء العالم فحسب، بل سيحظى أيضاً بالحب والاحترام بطريقة كريمة. طريق خالد بن الوليد، القائد الذي يُذكر بشجاعته وانتصاراته واستراتيجياته الحربية، لا بالجزر التي تركها وراءه، وكان خالد بن الوليد يقاتل وينتصر تحت ظل الخليفة المسلم. فقط أنظمة الإسلام المتناغمة في ظل الخلافة هي التي ستجلب السلام والطمأنينة للبلاد الإسلامية وتقدم دولة نموذجية لبقية العالم.

 

عسى أن يقلب الله قلوب القادرين على النصرة وضمهم إلى قلوب الذين لا يخافون إلا الله. عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ». ثم قال رسول الله ﷺ: «اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ». (مسلم)

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إخلاق جيهان

آخر تعديل علىالثلاثاء, 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع