- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ارتفاع الأسعار وانعدام الرّعاية نتيجة حتميّة لنظام الجباية
الخبر:
أعلنت وزارة النّقل في تونس، في بلاغ، مساء الخميس 1 كانون الأوّل/ديسمبر 2022، أنّه بالتّنسيق مع وزارة التّجارة وتنمية الصّادرات، تقرّر تعديل تعريفات النّقل غير المنتظم للأشخاص (التّاكسي الفردي، سيّارات "اللّواج"، التّاكسي السّياحي، النّقل الرّيفي). ويتبيّن أنّ هذا التّعديل هو في اتّجاه ترفيع الأسعار. (ألترا تونس)
التّعليق:
شهدت أسعار المحروقات في تونس خلال هذا العام زيادات متتالية لتبلغ حوالي 20 بالمائة وذلك تنفيذا لأوامر صندوق النّقد الدّوليّ برفع الدّعم عن السّلع ما أدّى إلى رفع الأسعار والغلاء وانتشار الاحتكار في ظلّ تفشّي الفقر والبطالة وتدنّي المستوى المعيشي بسبب انخفاض الأجور وتجميدها.
إنّ هذه الزّيادة - وهي الخامسة من نوعها خلال هذه السّنة - والتي أعلنت عنها الحكومة في 23 تشرين الثّاني/نوفمبر قد تبعها ارتفاع في أسعار أجرة المواصلات وهو ما سيزيد في إثقال كاهل النّاس في ظلّ منظومة رأسماليّة يعمل القائمون عليها على تثبيتها وفرض قوانينها الفاشلة التي أرهقت العباد والتي لم تقدّم لهم حلولا ولا معالجات لمشاكلهم.
نظام الجبايات هذا - عماد النّظام الرّأسماليّ - لا يمكن أن يكون نظام رعاية ولا يمكنه أن يقوم على مصالح النّاس لأنّه يحيا على ما يمتصّه من أموالهم وما يسلبه، ولهذا يعمل دوما وليضمن بقاءه على تنمية رصيده وإن كان في ذلك شقاء البشريّة وفقرها.
إنّ ما يعانيه أهل تونس ليس حكرا عليهم بل هو أمر تشهده دول أخرى (المغرب، تركيا، لبنان، الأردن...) وإن بدرجات متفاوتة حسب ولاء القائمين على هذه الدّول لصندوق النّقد الدّولي وارتباطهم به.
إنّ العالم اليوم بأسره يستغيث من جور هذا النّظام العالميّ الفاسد الذي يسير متخبّطا في ظلّ حكم ثلّة متوحّشة من الرّأسمالييّن لا همّ لهم إلّا تكديس الأموال والثّروات وإن كانت نتيجة ذلك ضياع البشريّة وفناءها.
إنّ العالم اليوم في أمسّ الحاجة إلى نظام خالقه لأنّه هو وحده الذي سيخرجه من ظلمات النّظام الرّأسماليّ وغيره من أنظمة البشر الفاسدة العاجزة إلى نور شرعه وعدله ليقدّم للنّاس كلّ المعالجات والحلول لمشاكل حياتهم.
ما من حلّ لما يعيشه أهل تونس وغيرهم من فقر وبطالة، ومشاكل على كلّ الأصعدة إلّا بالعودة إلى أحكام الله التي نظّمت الحياة لقرون وعاشت البشريّة في ظلّها الأمن والطّمأنينة ولاقت الرّعاية والحماية، وهنيئا لمن سيكون له السّبق في استئناف الحياة بما يرضي الله.
﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت