الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ولي الأمر الشرعي لا يحكم بالرأسمالية ولا يطرح معالجاتها الفاسدة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ولي الأمر الشرعي لا يحكم بالرأسمالية ولا يطرح معالجاتها الفاسدة

 

 

 

الخبر:

 

ذكرت جريدة المصري اليوم على موقعها الجمعة 2022/12/02م، أن مفتي مصر شوقي علام، أكد خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج "نظرة" على قناة صدى البلد أنه لا مانع من اتِّخاذ ولي الأمر أو الدولة ما تراه من وسائل وتدابير لتنظيم عملية النسل وترغيب الناس فيه؛ فإنه ليس منعاً من الإنجاب مطلقاً، فالمحظور هو المنع المطلق، وهذا ليس منه، وإنما هو طلب الدولة الحياة الكريمة لشعوبها، وحرصٌ منها على الموازنة بين المواردِ وعدد السكان الذين ينتفعون بهذه الموارد، وتابع أن هناك اتساقاً بين جميع النصوص الشرعية التي تدعو إلى رخاء الإنسان وتحقيق استقراره، ولا تتعارض مع التوازن بين عدد السكان وتحقيق التنمية، حتى لا تؤدي كثرة السكان إلى الفقر، وأشار علام إلى أن إضاعة المرء لمن يعول ليس فقط بعدم الإنفاق المادي، بل يكون أيضاً بالإهمال في التربية الخُلقية والدينية والاجتماعية، فالواجب على الآباء أن يحسنوا تربية أبنائهم دينياً، وجسمياً، وعلمياً، وخُلُقياً، ويوفروا لهم ما هم في حاجة إليه من عناية مادية ومعنوية، وهذا من تمام المسؤولية الملقاة على عاتق رب الأسرة.

 

التعليق:

 

عندما ترتدي العمامة وتفكر على أساس الرأسمالية ونفعيتها يكون هذا تصورك للواقع وحكمك عليه ومن هذا المنطلق تخرج فتواك، هذا هو واقع مفتي مصر وكثير من مشايخها الذين أشربوا الرأسمالية حتى الثمالة وأصبحوا يفتون الناس في دينهم على أساس وجهة نظرها ونفعيتها.

تحدث المفتي عن ولي الأمر والدولة واتخاذه ما يراه من تدابير أو ما يسمى شرعا بتبني ولي الأمر للأحكام الشرعية وسنها دستورا وقوانين، وهذا وإن كان حكما شرعيا إلا أن واقعه غير متحقق فهو حكم شرعي متعلق بالخليفة ولي الأمر الشرعي الذي يحكم بالإسلام، وحاكم مصر ليس خليفة المسلمين ولا هو ولي أمرهم ولا يحكم بالإسلام أصلا، فلماذا تلصق به حكما شرعيا وتخدع الناس لتوجد مبررا لما يطرح من معالجات رأسمالية فاسدة تخالف مفهوم الإسلام عن الرزق والأجل؟! فضلا عن أن طاعته لا تجب؛ فلا طاعة لمن لم يحكم بالإسلام ولا طاعة لمن عصا الله وأوغلت يداه بدماء المسلمين.

 

ولي الأمر الشرعي واجب الطاعة، هو من يحكم بالإسلام كاملا، ورئاسته عامة لجميع المسلمين، ووصل للحكم ببيعة شرعية صحيحة، هذا فقط من يحق له تبني الأحكام الشرعية وسنها دستورا وقوانين، وله مطلق الصلاحية في رعاية شؤون الناس حسب رأيه واجتهاده، وله أن يتبنى من المباحات كل ما يحتاج إليه لتسيير شؤون الدولة ورعاية الناس، ولكن لا يجوز له أن يخالف أي حكم شرعي بحجة المصلحة، فلا يمنع الأسرة الواحدة من إنجاب أكثر من ولد واحد بحجة قلة المواد الغذائية وفقر الدولة وضعف مواردها، وليس للرئيس المصري أن يتبنى من الأحكام الشرعية ولا أن يلصق نفسه بالشرع، بل ليشرع كما يفعل ويخرج قوانينه من بوتقة نظامه الرأسمالي، فلا طاعة له في كل الأحوال، كما أن معالجاته كلها على أساس وجهة النظر الرأسمالية بحلولها الفاسدة التي تعالج الفقر بقتل الفقراء لا إحسان توزيع الثروات.

 

إن علاج الأزمة يتطلب أولا فهما صحيحا لواقعها وأسبابها حتى يمكن علاجها وهو ما يملكه الإسلام بنظامه وتفتقده الرأسمالية التي يحكم بها الرئيس المصري ويفكر على أساسها وعلى نهجه المفتي والنخب الفاسدة، وأزمة مصر لم تكن أبدا أزمة زيادة سكان بل إنهم طاقة منتجة إذا حسن التعامل معها وتمكينها من استغلال موارد البلاد وإنتاج الثروة منها، حينها لن يكفي عدد السكان بل ستستقدم الدولة من يساعدون في العمل على استغلال الموارد.

 

أما حسب مفهوم الإسلام الذي كان ينبغي للمفتي أن يتكلم به فالرزق مكفول والطفل يولد برزقه بل إن الأولاد هم رزق من الله عز وجل يجب أن نحمده عليهم لا أن نقتلهم أجنة خشية الفقر! ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً﴾ بل قد يكونون سببا في زيادة الرزق بما يجلبون من أرزاقهم لوالديهم وأهليهم.

 

أما عن الحياة الكريمة التي يدندن حولها النظام ويمنّي الناس بها، فمن المستحيل أن تتحقق في ظل الرأسمالية وحلولها الفاسدة التي تخرج من بوتقة فاسدة وتفسير خاطئ وفهم مغلوط لواقع الناس ومشكلاتهم، ولا حل إلا بإزالة هذا النظام بكل أدواته فتزول آثاره التي أوجدت تلك الأزمات، وتطبيق الإسلام الذي يعالج هذه الأزمات علاجا حقيقيا في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تشجع على زيادة المواليد وترعى الناس رعاية صحيحة، وتمكنهم من الانتفاع بموارد البلاد الهائلة فينتجون غذاءهم ويصنعون سلاحهم ودواءهم ولا يكون للغرب سلطان عليهم، هذه هي الحياة الكريمة التي يرضى الله عنها، وهذه هي دولته التي ترعى الناس رعاية صحيحة وتضمن لهم مأكلهم وملبسهم ومسكنهم وأمنهم وتعليمهم وصحتهم.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

آخر تعديل علىالثلاثاء, 06 كانون الأول/ديسمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع