- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمن الغذائي مجرد سراب في الرأسمالية
(مترجم)
الخبر:
هناك حيرة بين العديد من الكينيين حول ما إذا كان من الحكمة أن ترفع الحكومة الحظر المفروض على الكائنات المعدلة وراثياً. بالنسبة لبلد يعاني سنوياً من انعدام الأمن الغذائي الناجم عن عوامل أخرى، من بينها الجفاف الذي عرّض ملايين الكينيين للجوع كل عام، فإن الخرافة التي يتبناها الكثيرون هي أن الكائنات المعدلة وراثياً تشكل خطورة على صحة الإنسان والغذاء الزراعي. بالكاد بعد شهر من أداء الرئيس ويليام روتو اليمين الدستورية، أعلنت الحكومة رفع الحظر على الكائنات المعدلة وراثياً في البلاد.
التعليق:
المجاعة وسوء التغذية المتفاقمان مع الفقر المدقع في المناطق القاحلة من البلاد هي شقاء دائم في ظل الرأسمالية، حيث يجب على الإنسان والماشية التعايش مع هذه الظروف التي يحيط بها الموت بلا أمل في المستقبل القريب ولا حتى البعيد. كينيا دولة رأسمالية تعتمد سياساتها الاقتصادية على الإنتاج الذي يرى قيمة الإنسان بمقدار مساهمته في نمو الناتج المحلي الإجمالي مع الأخذ بالاعتبار ظروف المنطقة القاحلة التي تؤثر بشكل كبير على هذا الناتج في كينيا، أي أن الخدمات الحكومية أقل قيمة وجودة بالمقارنة مع مناطق أخرى تساهم في الناتج المحلي الإجمالي.
وهذا يترك البلد بدون بنية تحتية تقدم الخدمات للسكان مثل البنية التحتية الصحية والطرق لتسهيل حركة المركبات وما إلى ذلك. إن مثل هذه البنية التحتية المتداعية وفترة الجفاف الطويلة التي يواجهها الناس بالإضافة إلى وجود قيادة سياسية رأسمالية غير إنسانية تنظر إلى حياة الإنسان على أنها أقل قيمة من إنتاج السلع والخدمات، تؤكد لنا مقولة وزير التجارة والصناعة موسى كوريا "بمجرد وجودك في هذا البلد، فأنت مرشح للموت لأن هنالك قائمة كبيرة من الأمور التي تتنافس على قتلك، وبالتالي لا يوجد خطأ في وجود الكائنات المعدلة وراثياً في تلك القائمة".
أنزل الإسلام بوصفه مبدأ من خالق الإنسان والحياة والكون ليهتدي به الإنسان لتحقيق الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة. هذا هو النظام الذي تم تطبيقه لأكثر من ثلاثة عشر قرنا حتى عام 1924م عندما شهد العالم هدم دولة الإسلام وغياب نور الهداية الذي يحقق للإنسان الأمان على حياته من خلال حمايته من كل ما يهدد بتدميره، بما في ذلك الأمن الغذائي الذي يستلزم سهولة الوصول إلى الغذاء المفيد والصحي.
لقد شهد العالم في ظل الإسلام إنتاجاً زراعياً غير مسبوق من الأندلس إلى نهر الفرات في العراق بنظام الري الآلي باستخدام القنوات وطواحين الهواء ما أدى إلى القضاء على البعوض والملاريا التي انتشرت في العراق. لم تكن المجاعة أمراً معتاداً في تاريخ الإسلام، ولكن في المجاعة الكبرى في أيرلندا في عام 1840، تبرع السلطان عبد المجيد الأول بالمال والطعام لإنقاذ العائلات الأيرلندية من الجوع المميت.
قال الله تعالى: ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي عمر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في كينيا