الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أوزبيكستان على مفترق طرق الاستراتيجيات الجيوسياسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أوزبيكستان على مفترق طرق الاستراتيجيات الجيوسياسية

 

 

الخبر:

 

في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 وصل إلى أوزبيكستان وفد برئاسة رئيس مجلس الدوما (البرلمان) للاتحاد الروسي فياتشيسلاف فولودين. وفي الأول من كانون الأول/ديسمبر وصل رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إلى سمرقند. (سبوتنيك نيوز ومواقع إخبارية أخرى).

 

التعليق:

 

أصبحت آسيا الوسطى بما في ذلك أوزبيكستان هدفاً للتوسع بالنسبة لروسيا وأمريكا والصين وأوروبا نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي وقاعدة مواردها الغنية. كما هو معروف لا تزال روسيا تنظر إلى آسيا الوسطى على أنها مزرعتها الخاصة؛ لذلك فهي قلقة كون هذه المنطقة أصبحت هدف توسع للآخرين وخاصة أمريكا، فتحاول إبقاء هذه المنطقة في براثنها. هذا هو الهدف من زيارة رئيس الدوما الروسي فولودين ورئيس وزراء روسيا ميشوستين إلى أوزبيكستان واقتراح الرئيس بوتين في 29 تشرين الثاني/نوفمبر إنشاء تحالف ثلاثي بين روسيا وكازاخستان وأوزبيكستان. وقد حذر رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أوزبيكستان من عواقب العلاقات الاستراتيجية مع أمريكا مشيراً إلى أنها قد تسببت في مشاكل اقتصادية في أوروبا. وفي 9 تشرين الثاني/نوفمبر صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن: "روسيا تراقب عن كثب الزيارات المتزايدة لممثلي الولايات المتحدة إلى دول آسيا الوسطى. نحن نسجل محاولات الولايات المتحدة الأمريكية المستمرة لترسيخ وجودها في آسيا الوسطى". وكما هو معروف قام وفد برئاسة مساعد وزير الخارجية الأمريكي دونالد لو بزيارة أوزبيكستان وقرغيزستان وطاجيكستان وكازاخستان يومي 23 و27 أيار/مايو من هذا العام. وفي 26 آب/أغسطس وصل عضوا الكونغرس الأمريكي ترينت كيلي ودارين لحوده إلى أوزبيكستان - وهما ممثلا التجمع حول أوزبيكستان (جماعات الضغط) - لوضع خط سياسي واحد. ووصف موقع إزفستيا الروسي ذلك بأنه محاولة أمريكية لطرد روسيا والصين من المنطقة. وفي 17 تشرين الأول/أكتوبر التقى نائب رئيس الوزراء وزير الاستثمار والتجارة الخارجية لأوزبيكستان جمشيد خوجاييف مع وزير التجارة الأمريكي ماريسو لاغو وناقش الوضع الحالي للعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وآفاق تنميتها. من المؤكد أن أمريكا تفعل كل هذا وفقاً لاستراتيجيتها لآسيا الوسطى للفترة 2019-2025.

 

وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر انعقد الاجتماع الثامن عشر لوزراء خارجية دول آسيا الوسطى مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل في سمرقند. كما شارك فيه وزير خارجية أوزبيكستان فلاديمير نوروف. وناقش الاجتماع الأنشطة التجارية والاقتصادية والاستثمارية والنقل والأمن والوضع في أفغانستان وأوكرانيا وقضايا أخرى.

 

كما أن توسع الصين في آسيا الوسطى وخاصة في أوزبيكستان آخذ في الازدياد. فوفقاً للجنة الإحصائية لجمهورية أوزبيكستان جاءت الصين مرة أخرى في المقدمة من حيث التجارة مع أوزبيكستان. وتتزايد أيضاً مشاركة الصين في الزراعة في أوزبيكستان كل عام. ووفقاً لموقع Gazeta.uz في 19 أيار/مايو تجاوزت ديون أوزبيكستان للصين 4 مليارات دولار. وباختصار يتزايد خطر وقوع هذه المنطقة في براثن الصين. وقال الرئيس الصيني السابق ماو تسي تونغ ذات مرة إن الحدود بين الصين والاتحاد السوفيتي يجب أن تمر في طشقند!

 

بطبيعة الحال فإن هذه التوسعات ستثير قلق روسيا بالتأكيد. لهذا السبب أرسلت روسيا رئيس مجلس الدوما فولودين ورئيس الوزراء ميشوستين إلى أوزبيكستان. ووفقاً لموقع Vesti.RU استثمرت روسيا في قطاع الطاقة وحده في أوزبيكستان 12 مليار دولار. وقد حطم حجم الدورة التجارية بين أوزبيكستان وروسيا - رقما قياسيا، وهو الآن يقترب من 7 مليار دولار. كما أن صناعة الغاز في أوزبيكستان بيد شركة غازبروم الروسية، ولهذا يبقى الشعب الأوزبيكي بدون غاز في الشتاء القارس رغم وجوده في بلادهم، لأن روسيا تستخدم الغاز كأداة للضغط السياسي!

 

والخلاصة: إن الصراع الجيوسياسي للكفار المستعمرين مستمر في آسيا الوسطى وخاصة في أوزبيكستان. وإنه لأمر محزن للغاية أن بلادنا أصبحت لقمة سائغة للمستعمرين الجشعين الكافرين. ولا همّ عند حكام أوزبيكستان إلا إرضاء أسيادهم المستعمرين والاحتفاظ بعروشهم! لذلك على مسلمي أوزبيكستان وخاصة السياسيين والمثقفين والمدونين أن يدقوا ناقوس الخطر. والطريقة الوحيدة للتحرر من براثن دول الكفر الاستعمارية هي استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة، فهي جنة كما قال رسول الله ﷺ، وهي لا تحمي المسلمين فحسب بل تحمي البشرية جمعاء وتخرجهم من ظلمات الرأسمالية إلى نور الإسلام. لهذا السبب يدعو حزب التحرير المسلمين باستمرار لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، ويجب على المسلمين أن يستجيبوا لهذه الدعوة.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل – أوزبيكستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع