- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ثورة الشام ليست ثورة فصائلية، وتضحيات أهلها ليست للبيع
الخبر:
أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده جاهزة للعمل المشترك مع النظام السوري لمكافحة الإرهاب، ومن أجل العملية السياسية وعودة السوريين إلى بلادهم. (الجزيرة نت)
التعليق:
كثف النظام التركي في الآونة الأخيرة من تصريحاته الداعية للمصالحة مع سفاح الشام بشار أسد، واستعداده للقائه، ودعوته للعمل المشترك لمكافحة ما أسماه (الإرهاب)، مؤسسا لمرحلة جديدة، ومسار موازٍ للمسار الذي سلكه منذ انطلاقة ثورة الشام؛ والذي سعى فيه لاحتواء قيادات المنظومة الفصائلية المرتبطة، ومنعها من فتح معارك ضد رفيقه في العمالة بشار أسد.
لا شك أن الحقائق المتتالية قد أثبتت أن النظام التركي لا تعنيه ثورة الشام إلا بالقدر الذي تحقق به مصالحه ومصالح أسياده، وتحافظ على أمنه القومي وأمن نظام أسد، أما تضحيات أهل الشام ومعاناتهم وما لاقوه من قتل وتهجير وتدمير واعتقالات وتعذيب، فهذا الأمر عمل النظام التركي على استثماره والمتاجرة به على أكمل وجه وبخباثة منقطعة النظير.
إن دعوة النظام التركي لطاغية الشام للعمل المشترك لما أسماه (مكافحة الإرهاب)، لا تقتصر على مكافحة التنظيمات التي يصنفها هو تنظيمات إرهابية، بل تتعداه لكل من يرفض الخضوع لما يسمى الحل السياسي الأمريكي بغض النظر عن ميوله وانتمائه، فالجميع في نظر طاغية الشام وأسياده هم تنظيمات إرهابية يجب القضاء عليها وإخضاعها للعملية السياسية.
إن ارتباط قيادات المنظومة الفصائلية بالدول هو ارتباط تبعية وليس ارتباط ندية، وهذا يجعل منها أدوات لتنفيذ سياسات داعميها، وأوراقا للمساومة، ولن ينفعها ارتباطها بشيء، ولن يحميها من القضاء عليها وقت اللزوم، فالفصائل المدعومة أمريكياً مصنفة على قائمة الإرهاب عند النظام التركي، والفصائل المدعومة تركياً مصنفة على قائمة الإرهاب عند النظام الأمريكي والروسي والسوري، والفصائل المدعومة من إيران مصنفة على قائمة الإرهاب أمريكياً، وعندما ينضج ما يسمى الحل السياسي الأمريكي وتتوفر الظروف لتنفيذه، ستلقى قيادات جميع هذه الفصائل في سلة المهملات ثم إلى هاوية سحيقة.
إن من الواجب على أهل الشام بعد إدراكهم حقيقة النظام التركي، وحقيقة مساعيه الرامية لإجهاض ثورة الشام، أن يعملوا جاهدين لتوحيد الجهود وتركيزها للتخلص من تبعيته وسيطرته على القرار السياسي والعسكري للثورة، فهو بلا شك يقودها نحو الهاوية، ويجب عليهم أن لا يسمحوا لأحد بالمتاجرة بتضحيات أهل الشام فثورة الشام ليست ثورة فصائلية وتضحيات أهلها ليست للبيع، وأهل الشام هم الوحيدون الذين سيدفعون ثمن سكوتهم وصمتهم عن عميلة إجهاض الثورة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا