- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سعر الربا.. البنوك الخليجية تحذو حذو الفيدرالي الأمريكي
الخبر:
رفعت معظم دول الخليج أسعار الربا الرئيسية نصف نقطة مئوية الأربعاء، في أعقاب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي زيادة أسعار الربا بالقدر نفسه.
وعادة ما توجه قرارات الاحتياطي الفيدرالي سياسة البنوك المركزية في الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي نظراً لارتباط معظم عملات المنطقة بالدولار.
ورفعت السعودية والإمارات، أكبر اقتصادين في المنطقة، أسعار الربا 50 نقطة أساس. ورفع البنك المركزي السعودي أسعار إعادة الشراء إلى خمسة بالمئة وإعادة الشراء العكسي إلى 4.5 بالمئة. كما رفعت الإمارات سعر الربا الأساسي إلى 4.4 بالمئة، اعتباراً من الخميس.
وأعلن بنكا البحرين وقطر المركزيان رفع أسعار الربا الرئيسية 50 نقطة أساس. ورفعت الكويت سعر الخصم 50 نقطة أساس الأسبوع الماضي، من ثلاثة بالمئة إلى 3.50 بالمئة، اعتباراً من السابع من كانون الأول/ديسمبر. (قناة الحرة، 15 كانون الأول 2022، ببعض التصرف)
التعليق:
أيُّ أمريكا هذه، بل أي أتباع أولئك الذين إذا أصاب أمريكا الزكام تداعوا كي لا تنتقل لهم العدوى؟!
صدق النبي العدنان ﷺ حينما قال: «لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ». قالوا: اليَهودُ والنَّصارى؟ قالَ: «فمَنْ؟».
فها هي أمريكا إن أرادت جهاداً جعلوه كذلك، وإن أرادت إرهاباً جعلوه كذلك!
أرادت الحصار فأغلقوا، وأرادت السوق المفتوحة ففتحوا!
رفعت نسبة الربا نرفع، خفّضت نسبة الربا خفضنا!
ما هذا؟ أأمريكا رب الأرض تأمر فتُطاع، والعياذ بالله؟!
قال الله تعالى: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾، وقال رسول الله ﷺ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ». وقال رسول الله ﷺ: «لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ. وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ»، وقال ﷺ: «الرِّبَا وَإِنْ كَثُرَ فإن عَاقِبَتَهُ تَصِيرُ إلى قُلٍّ».
فأين المسلمون من أهل بلدي؛ نواب مجلس الأمة والخطباء والوعّاظ والكتاب والمدونون والاقتصاديون...؟! الربا كما تعلمون وإن كثر فعاقبته المحق (النقص والذهاب)، وهو سبب للعن وكبيرة توبق أهلها.
إن الرعاية الصحيحة لشؤون المسلمين المالية؛ من أين يؤخذ المال وأين يُصرف وكيف يوزع، ينهض بها نظام شرعي يلتزم أحكام الإسلام بكل دقة وشمولية، يضع القائمون عليه تقوى الله نصب أعينهم، ويبذلون وسعهم في تحري الحلال والرشد في سياسة المال. لا أن نضع نصب أعيننا سعر الربا الأمريكي ونسعى في تحري الحرام والإسراف في صرف المال!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / الكويت