- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حكام الإمارات يدعمون مقررات مجلس الأمن
بخصوص محاصرة الإسلام بالوسائل الإلكترونية الحديثة!
ﺍﻟﺨﺒﺮ:
أشادت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، خلال تمثيلها دولة الإمارات في اجتماعين رفيعي المستوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ضمن رئاسة جمهورية الهند، بالإنجازات التي حققها النظام متعدد الأطراف. واستعرضت معالي الكعبي خلال الاجتماع المعني بإصلاح العمل متعدد الأطراف سجل الأمم المتحدة الحافل بالإنجازات المهمة، وأكدت على ضرورة المباشرة في عملية إصلاح شاملة لتواكب منظمة الأمم المتحدة ما يشهده العالم من تحديات ناشئة وأزمات... وخلال الاجتماع حول مكافحة الإرهاب والذي عقد بتاريخ 15 كانون الأول/ديسمبر، تطرقت معالي الكعبي إلى الإجراءات التي اتخذها مجلس الأمن للتصدي لتهديدات التطرف والإرهاب، مشيرة إلى استمرار التهديد الإرهابي العالمي رغم هذه الجهود. وقالت: لقد قطعنا خطوات كبيرة في مسارنا نحو تعزيز التعاون الدولي وبناء القدرات وتطوير استراتيجيات ووسائل فعالة لمكافحة الإرهاب، وأوضحت أنه "لم يعد مقبولاً أن يكتفي المجلس بالتركيز على بعض الجماعات الإرهابية دون غيرها، خاصة في ظل طبيعة التهديد الإرهابي العابر للحدود". ودعت معاليها مجلس الأمن إلى التركيز على اتساع النطاق الجغرافي للأنشطة الإرهابية، مجددةً التأكيد على دعم إعلان دلهي بشأن مكافحة استخدام التقنيات الجديدة والناشئة لأغراضٍ إرهابية، وطالبت جميع الدول الأعضاء الحاضرة في الاجتماع بمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف، ونشر الوعي حول أهمية احترام قيم التسامح. وفي هذا السياق، أوضحت معالي الكعبي نهج دولة الإمارات الذي يقوم على "العمل من خلال منظومة متكاملة لمكافحة التطرف، تشمل رفض كافة محاولات تشويه واستغلال الجماعات الإرهابية للدين الإسلامي، فكان من الضروري أن نعمل على نشر الوعي والتسامح والتعايش والتنوع كونها سمات متأصلة في الثقافة الإسلامية"، وأشارت إلى أنّ "المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في دولة الإمارات وبالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين أطلقت العديد من المبادرات الهادفة للقضاء على التطرف بشكلٍ مستدام". (وكالة أنباء الامارات - وام 2022/12/16).
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ:
يظهر على مسؤولي دولة الإمارات حرص شديد في إبراز التعاطف مع كافة المجرمين في الأرض. والآن تأتي وزيرة الثقافة نورة الكعبي بتصريحات مشمئزة أطلقتها في نيويورك تؤكد فيها دعمها لإعلان دلهي الصادر يوم 29 تشرين الأول من عام 2022 عن أحد أذرع مجلس الأمن في الأمم المتحدة بخصوص "مكافحة استخدام التكنولوجيات الجديدة والناشئة لأغراض إرهابية". وهكذا تجدد الإمارات وقوفها في صف الدول التي تعتبر أن المسلمين إرهابيون حتى يثبت العكس وأن معتنقيه لا يستحقون أن يعاملوا كرعايا لأي دولة. فعن أي مفهوم حقيقي للتعايش وأي قيم تسامح يتحدث مسؤولو الأمم المتحدة، وهم يجتمعون تحت مظلة دولة الهند، التي تقوم بعملية استئصال ممنهجة للمسلمين؟! فهل يخفى على وزيرة الثقافة ما قامت به الهند تجاه بعض الدعاة كذاكر نايك، من المطالبة برأسه من خلال الإنتربول، وذلك تحت مزاعم غسيل أموال وغيرها من التهم المعلبة والمجهزة لكل من يدعو للإسلام في الهند، سواء دعا للإسلام الفردي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، أو للإسلام السياسي العابر للقارات؟
وهل يخفى على وزيرة الثقافة بأن الإمارات تحاول استغلال أمثال شيخ الأزهر أحمد الطيب ورئيس مجلس الإفتاء الشرعي في الإمارات عبد الله بن بية للقيام بأدوار تكرس مفاهيم العلمانية وفصل الدين عن الحكم والسياسة تحت شعارات فضفاضة مثل التسامح والتعايش بين مكونات مختلفة ومنها الترويج للتطبيع مع كيان يهود الغاصب للأرض المباركة؟ وكذلك محاولة إيجاد تطبيع شعبي على نسق تطبيع الحكام، وذلك بين الشعوب الإسلامية من جهة ويهود من جهة أخرى؟
وهل يستحق إعلان دلهي كل هذا التأييد في حين إنه يحتوي على تناقضات جسيمة في صفحاته الخمس من حيث الإصرار على عدم حصر الإرهاب بمعتنقي دين معين في صفحته الأولى فيما صفحاته الأخرى لا تأتي إلا على وصم جماعات إسلامية بعينها بالإرهاب؟ فهل هذا فعل يؤكد الاهتمام بقيم إنسانية؟!
إن اصطفاف وزيرة الثقافة في الإمارات مع مقررات دلهي الصادرة عن لجنة "مكافحة الإرهاب" في مجلس الأمن والتي تحمل في جنباتها حملة عالمية ضد الإسلام وكذلك اصطفاف الدول جميعها في خندق واحد ضد الإسلام وحملته بمسميات محاربة الإرهاب ليذكرنا ببشرى الرسول ﷺ في الحديث الذي رواه مسلم: «بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيباً وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيباً، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ». ففي حين إن كل مسلم غيور على الإسلام يلمس غربة الأفكار والمشاعر والأنظمة التي يدعو إليها الإسلام عن تلك السائدة بالمجتمع، تأتي البشرى لتخفف من المعاناة وتزيل كل ما يثبط الهمم والعزائم إثر تكالب الكفار والمنافقين على الإسلام والمسلمين، ولتشحذ النفس لمعالي الأمور واستسهال الصعاب، ولتذكر بأن من خضعت له نواصي الجبابرة، كفيل بنصر وإعزاز دينه الحق.
قال الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نزار جمال