- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مخاوف في بريطانيا من وقف الدعم العسكري لأوكرانيا مع تأزم الحرب
الخبر:
تفكر المملكة المتحدة بسحب مساعداتها العسكرية من أوكرانيا، ووقف تقديم دعم جديد لكييف مع دخول الحرب مرحلة حرجة.
وقالت صحيفة ديلي إكسبرس أمس السبت، إن رئيس الوزراء ريشي سوناك يفكر بسحب المساعدات العسكرية من أوكرانيا، خوفاً من تأجيج الصراع مع دخول الحرب مرحلة حرجة. وأثار سوناك مخاوفه، بعد تحذيرات من خبراء محليين ودوليين، بأن الحرب دخلت منعطفاً خطيراً.
والمملكة المتحدة هي ثاني أكبر داعم عسكري لكييف، بعد الولايات المتحدة. ومن المعروف، أن لندن، خصصت 2.3 مليار جنيه إسترليني كمساعدات عسكرية لأوكرانيا حتى الآن وتعهدت بمزيد من الدعم في 2023. ومع ذلك، فإن المخاوف من وقف ذلك الدعم الكبير ترتفع.
ووفقاً للصحيفة، علم نيكولاس وات، مراسل بي بي سي، أن سوناك طلب تقييماً و"برنامج محاكاة" لتطورات الحرب في أوكرانيا. وشبّه مصدر في الحكومة البريطانية المحاكاة بلوحة توضيحية لكيفية استخدام الإمدادات العسكرية البريطانية.
وقالت ديلي إكسبرس في تقريرها، إن طلب سوناك المفاجئ قد تسبب في إثارة الذعر في الوسط السياسي البريطاني، حيث تدخل الحرب الأوكرانية فصل الشتاء وربما مرحلة حاسمة، مشيرة إلى أن التقييم المستند إلى البيانات يهدف إلى دراسة تطورات الحرب وأهمية المساهمات العسكرية البريطانية هناك.
في المقابل، نفى مسؤول في الحكومة البريطانية التلميحات السابقة، وأكد أن سوناك يدعم أوكرانيا بقوة. يأتي ذلك في وقت وجهت فيه كييف نداءً ملحّاً للحصول على مزيد من الأسلحة، حيث يسعى الجيش الأوكراني إلى توجيه ضربة حاسمة للقوات الروسية. (موقع 24)
التعليق:
توشك الحرب الروسية على أوكرانيا أن تنهي عامها الأول وسط مخاوف حقيقية بسبب فصل الشتاء وعلاقة هذه الحرب بإمدادات الطاقة العالمية، فالحرب تدخل منعطفا خطيرا وخاصة على أوكرانيا بالدرجة الأولى.
يتزامن ذلك مع تراخي الغرب في دعم أوكرانيا خاصة أمريكا، وها هي بريطانيا تتبعها، بل أصبحوا يحثونها على التفاوض مع روسيا وإيجاد مخرج لهذه الحرب.
إن الغرب مثله ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ﴾، فأمريكا هي من غررت بأوكرانيا وأدخلتها الحرب، وها هي اليوم بعد أن حققت منها أهدافها تطالبها بإنهائها، إذاً ماذا سيحدث للبلاد التي تم تدميرها بشكل كامل؟ مدن وقرى تم تدمير بنيتها التحتية بشكل كبير غارقة في الظلام فلا كهرباء ولا ماء ولا دفء في هذا البرد القارس!
لقد رهنت القيادة الأوكرانية نفسها للغرب منذ اليوم الأول من الحرب، وقدم لها أسلحة متطورة كادت أن تودي بروسيا وجيشها الضعيف المهترئ حتى تفاهمت مبدئيا من تحت الطاولة مع أمريكا بلقاءات متكررة لوفود من روسيا وأمريكا في تركيا، اتفقوا على ما يبدو على أمور خلافية بينهما، وبعدها قامت روسيا ميدانيا بالانسحاب من الضفة الغربية لمدينة خيرسون كبادرة حسن نية وصرح زيلينسكي في حينها أن ذلك لا يكفي وبدا عليه التوتر، وبعدها بدأت تعلو الأصوات الغربية شيئا فشيئا من أجل إحلال السلام في أوكرانيا.
إن ما تقوم به أوكرانيا من محاولات لاستجداء الغرب ليغير رأيه أو للهجوم العنيف على جبهة القتال لن يغير من السياسة الغربية تجاه الحرب.
إن المبدأ الرأسمالي وكل من يعتقده يتحول إلى وحش ومجرم بلا دين أو قيم، فأمريكا ومن معها هي دول إجرامية تضحي بأقرب صديق لها من أجل مصلحة بسيطة، فليعِ الدرس من هذه الحرب حكام المسلمين وليعلموا أن أمريكا ستضحي بهم عند أول تشابك مصالح لها.
اللهم عجل بنصرك الذي وعدت، وأعنا على تحكيم شرعك لننقذ أنفسنا وغيرنا من شر الكفر وجميع ملله، اللهم آمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الطميزي