- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطر الحقيقي هو النّظام الذي تطبّقه
(مترجم)
الخبر:
قال الرئيس التركي أردوغان في قمّة العمل النسائية التي عقدت في إسطنبول: "القضية الرئيسية التي يجب على المهتمين بمشاكل النساء والشباب والأطفال في بلادنا التركيز عليها والبحث عن حلول لها هي الحركات غير الطبيعية التي تهدّد أطفالنا تماماً. أنتم تفهمون ما نعنيه، أليس كذلك؟ سأكون صادقاً. ما يسمى حدث LGBT ليس في كتابنا. هل هو في كتاب حزب الشعب الجمهوري؟ نعم هو كذلك. هل فيه ضرر على الطفل؟ بالطبع. هل يمشون معا؟ صحيح. نحن لسنا بحاجة إلى أي شيء من هذا القبيل. في الفترة المقبلة، سنحارب هذا الخطر الكبير بتعاطف أكبر مع وزاراتنا وفرق المجتمع المدني". (وكالات 2022/12/19م)
التعليق:
على الرّغم من أن خطاب أردوغان يتناقض مع أفعاله، كما هي عادته، إلاّ أنه لا يرى أي خطأ في ذلك ويمكنه الاستمرار في طريقه بشكل مريح للغاية. لقد تغلغلت عدم مسؤولية الأقوال والأفعال التي يقدمها النظام الديمقراطي إلى عظام الحكام، فمن يغش ويكذب ويقدم وعوداً أكثر ويمكنه توجيه المجتمع بهذا هو القائد الأكثر نجاحاً وتفضيلاً. وبغض النظر عن عدد القادة الذين وصفهم بالقتلة والطغاة حتى الأمس، فإن أردوغان نفسه الذي يصافحهم اليوم لا يتردّد في جعل الأمس واليوم مادة لسياسته. للأسف، ينطبق الموقف نفسه على المثليين المنحرفين، الذين يفترض أنه ينتقدهم ويعارضهم اليوم. لا أعرف عن أي كتاب يتحدث أردوغان بذكر المثليين والذي قال إنهم غير موجودين في كتابنا. لكنني أعتقد أنه نسي أن النظام الديمقراطي العلماني الذي طبقه شخصيا أعطاهم جميع أنواع الحقوق في دستوره والقوانين التي سنّها. ولكن، دعونا نذكرهم بالأعمال التي قاموا بها لهؤلاء الهراطقة، والقوانين، ربما يخجلون.
من الضروري أن نسأل أردوغان، ألم تكن أنت في عام 2002 من قال إنك لا تعتبر سوء معاملة الشاذين جنسيا إنسانية، وأنه يجب أيضا حمايتهم قانونياً؟ ألم تمهدوا الطريق للجمعيات المنحرفة بحذف عبارة "لا يمكن تأسيس جمعيات غير أخلاقية" من باب الجمعيات المحظور تأسيسها بموجب قانون الجمعيات الجديد رقم 5253 بتاريخ 2004/11/23؟
ألم يتم تأسيس جمعية الطلاب المثليين في عام 2007 بموافقة حزبك؟ ألم يتمّ افتتاح فندق LGBT الذي يضم 170 سريراً في إسطنبول في العام نفسه؟ ألم يتمّ سنّ قانون الشواذ رقم 6251 في 2011/11/29؟ ألم يأخذ هؤلاء المنحرفون مكانهم على منصات التواصل مؤسسيا في عام 2013؟ ومن منحهم هذا الوصول والفرصة؟ ألم يتم تأسيس جمعية المثليين المسلمين مرةً أخرى في العام نفسه؟ ألم تدخل (المساواة الاجتماعية بين الجنسين في التعليم) حيز التنفيذ في 2014/09/19 بموافقة حكومتكم؟ ألم يفتح هؤلاء الهراطقة عشرات الجمعيات في جميع أنحاء البلاد؟ ألم يعيشوا عصرهم الذهبي خلال حكمك ويقوموا بكل أنواع المسيرات المشينة؟ ألم يقل مساعدوكم ووزراؤكم عن المنحرفين: "نودّ أن نعمل معاً، لديهم مكان فوق رؤوسنا"؟
بالنسبة لأولئك الذين يريدون أن يخجلوا، فإن هذا العار كاف. بالطبع، أحزاب المعارضة التي تنتقدها في هذه القضية لم يكن لديها أي شيء تتراجع عنه. لقد أعلنتم الحرب على قيم هذا المجتمع بيدكم. وفوق ذلك، أنت مستمر في ذلك. طالما أنك تحكم وتتصرف بكتاب النظام الديمقراطي العلماني، الذي هو التدمير الحقيقي والفساد للشعب المسلم، لا يمكنك الحفاظ على الأسرة ولا الجيل ولا الشباب ولا المجتمع ولا حتى القيم. طالما أن النظام الخرافي، الذي هو السبب الحقيقي للدمار، لا يتم استبدال النظام الإسلامي به، فلا أحد ولا شيء آمن. في كتابنا يحظر الانحراف والتعدي والدعارة. إن هذا غير مسموح به ولا يتم التعامل معه بتسامح أبدا، بوجود الخلفاء الذين سيجعلون هذا الكتاب تاج رأسهم وينفذون أحكامه، وستعيش البشرية الثقة والسلام إلى الأبد إن شاء الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد سابا