- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
كرة القدم سلاح أنظمة الضرار في إلهاء الناس عن قضاياهم الحارقة!
الخبر:
عاشت مدينة تطوان في شمال المغرب، ساعات رعب حقيقية الأحد في عطلة نهاية الأسبوع، على خلفية ما قام به أنصار لنادي الوداد الرياضي لكرة القدم، من مدينة الدار البيضاء كبرى مدن المغرب. (العربية).
شهدت مدينة تطوان صباح يوم الأحد، عمليات تخريب ممتلكات وسرقات واعتداءات على المارة ومحلات تجارية. (مصادر محلية).
التعليق:
حِرْصُ هذه الأنظمة البائسة الخائنة على جعل هذا العبث الغث لكرة القدم طقسا من طقوس الحياة العامة للناس، وجعل هذا اللهو المنظم لجلدة الريح نظاما من أنظمة حياة الناس ينفق عليه من دمائهم وعرقهم وقوت عيالهم، بل لقد أعلنها السفهاء موسما للتباري في تبديد أموال المسلمين على ألهية جلدة الريح، ما انتهينا بعد من سفيه قطر حتى طلع علينا سفيه الحجاز وتوالت مصائبنا مع سفهاء العراق وكأس خليجهم، بل في صلافة وحقارة تامة أنشأوا لجلدة الريح مدارس ونوادي بل جامعة وأكاديمية، وما كان هذا الحرص الشديد إلا حرص الجاني على طمس آثار جريمته وإخفاء أدلة جنايته.
فهذه الأنظمة البائسة الخائنة لا ترى في كرة القدم جلدة ريح تتقاذفها الأرجل، بل تراها قنبلة محشوة مكرا وغدرا تبغي بها نسف وعي الناس بل عقولهم ونشر التفاهة والسفاهة وصرفا للناس عن قضاياهم الحقيقية الحارقة.
فمع فقر الناس المدقع ومستواه غير المسبوق (في كتاب حقائق العالم فإن خمس أهل المغرب لا يملكون مواد العيش الأساسية)، وهذا الغلاء الأسود الفاحش لأدنى أسباب العيش (ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 14.7% وتكلفة النقل 12.9% خلال الربع الثالث من سنة 2022، وهي أعلى الزيادات منذ انطلاق البيانات سنة 2008 للمندوبية السامية للتخطيط بالمغرب)،
وفضائح ساسة النهب والخراب التي لا تنتهي (حكام ووزراء وبرلمانيين وسياسيين...)
وتعليمٍ قفْرٍ من العلم، صُمِّمَ لنشر الجهالة والجهل (نسبة الأمية بمفهوم انعدام القدرة على التهجي ورسم الحرف بالمغرب تجاوزت 40%، نسبة التلاميذ الذين لا يحصلون على شهادة إنهاء المرحلة الثانوية 78%، حتى صرح وزير التربية والتعليم أحد المسؤولين عن هذا الخراب "إن مؤشرات وتقارير عالمية تجعلنا نفهم كم نحن فاشلون")،
وتطبيب ينخره سرطان فساد المنظومة، أصبحت مستشفياته على قلتها وافتقارها للأطقم الطبية والمعدات مسالخ بشرية (مركز صحي واحد لكل 42 ألف شخص، وأقل من سرير لألف شخص، وطبيب لكل 1630 شخص وممرض لكل 1109 شخص، هذه أرقام الخراب التي أدلى بها وزير الصحة، وما أخفاه أعظم)،
وأمن متوحش متغول نقيض الأمن والأمان،
وسوء رعاية بحجم غول يلتهم جهود الناس وحقوقهم (نسبة الضرائب لسنة 2022 تجاوزت 90.4% من إيرادات الميزانية العامة بالمغرب)،
وإعلام فاجر، جعل من نشر الضلالة والرذائل مذهبا (برامج وأفلام ومسلسلات مدبلجة وأغانٍ وإعلانات وإشهارات وأخبار وحوارات لعلمنة المجتمع وإقصاء الإسلام كلية من حياة أهل المغرب المسلمين)،
وقراء الرويبضات الأفاكون الكذبة جعلوا من دين الناس بضاعة تباع وتشترى، كل همهم الدرهم والدينار ورضا الرويبضة (الرابطة المحمدية على رأسها كبير الأفاكين أحمد عبادي لتحريف الإسلام وتزييف مفاهيمه، ومعهد تكوين الأئمة وهو بحق وكر لتخريج القراء الكذبة)...
فمع كل هذا الخراب والبوار ما وجدت أنظمة الضرار إلا غواية كرة القدم لإلهاء العامة عن جحيم عيشهم وخراب ديارهم وخسران آخرتهم. بل تم تطوير أُلْهِية جلدة الريح لتركيز مفعول تخديرها، فقد صيروها مهلوسا يتم بها تهييج مشاعر الغوغاء لتنفيس وتصريف احتقانهم ومعاناتهم من قبيح سوء أحوالهم حسب المآرب الخائنة لأنظمة الضرار، وإن كان تخريبا للأملاك وإجراما في حق الناس فلا ضير في عرف سياسة الرويبضات الخونة، فما كان إلا بائس يحطم بائسا!
فضلا عن زرع النعرات والعصبيات والضغينة بين الناس، خدمة لتلك الغاية الخبيثة لأنظمة الضرار "فرق تسد"، تفريقا للجمع ومحْقاً لوحدة الصف وتشتيتا للجهود وتحطيما للطاقات، هو حكم الرويبضة الغشوم ولو على أشلاء ضحاياه.
فما وقع بتطوان شمال المغرب قبل وعقب مباراة جلدة الريح من اعتداءات وجرائم وتخريب وسرقة لأملاك الناس هو جزء من سياسة هذه الأنظمة البائسة في تدوير خرابها والتعمية على فسادها وإفسادها، وتنفيس وتصريف احتقان الناس من ظلمها وجورها، وزرع الضغينة لتفريق وتمزيق جمعهم وكسر عزائمهم. أما ضياع حقوق الناس وتخريب وإتلاف ممتلكاتهم فلا ترى فيه أنظمة الضرار إلا آثارا جانبية اقتضتها غايتها الخبيثة.
فغواية ألهية الريح التي أنشأوا لها بالمغرب "أكاديمية لكرة القدم" ثم أكاديميات مماثلة في مدن أخرى لحرف الشباب عن الجدية والقصد وإغراقهم في السفاهة والتفاهة، بها حلت الغواية محل القمع والإكراه والقسر، وتكفلت بمسخ العقول وطمس التفكير ونشر التفاهة والسفاهة وصرف الناس وإلهائهم عن ضياع حقوقهم ونهب أموالهم وثرواتهم وضنك معيشتهم وشقاء حياتهم، ثم إثارة الغرائز وتهييج المشاعر لتصريف وتنفيس الاحتقان وزرع البغضاء والشحناء بين البؤساء حتى لا يرى البائس في قهره عدوا له إلا البائس الماثل أمام ناظريه، بل أنكى من ذلك أن يستغيث البؤساء في تطاحنهم بالرويبضة ومنظومة قمعه، أي بمن هو سبب بؤسهم وشقائهم وتطاحنهم!
وإن كان على حساب تخريب وإتلاف أملاك الناس، ومن قبل مكوساً وضرائب تقتطع من دماء البؤساء وعرقهم وقوت عيالهم، فما ضر هذه الأنظمة البائسة المجرمة إن كان كل ذلك هو ثمن بقائها جاثمة على صدورهم.
هي آفة زمانكم معشر المسلمين، رويبضاتكم الخونة الفجرة، هي رزيّتكم بشر الرعاء الحطمة، ما كانوا فيكم إلا أسباب فقركم وجهلكم وضلالكم وانحطاطكم، فيهم قيل:
وراعي الشاة يحمي الذئب عنها *** فكيف إذا الرعاة لها ذئاب؟!
معشر المسلمين: فروا إلى الله واتقوه وابتغوا إليه الوسيلة بتحكيم شرعه، بانتزاع سلطانكم المغصوب وبيعة خليفة نبيكم ﷺ الموعود والمنشود لعلكم تفلحون.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مناجي محمد