- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
العلمانية القذرة هي التي تنتج الاغتصابات السياسية
الخبر:
قامت جماعة صباح الجمعة 06 كانون الثاني/يناير، باختطاف ابنة الأمين العام للجنة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو واسترداد الأموال العامة، البالغة من العمر 15 عاما من أمام منزل أسرتها بحيّ المعمورة بالخرطوم، ثم قامت بالاعتداء عليها وانتهاكها ثمّ رميها عصر اليوم نفسه بالقرب من كبري المنشية. وقال والد المُعتدى عليها والأمين العام للجنة تفكيك نظام البشير، الطيب عثمان، في تصريحاتٍ أوردتها قناة الحدث في 7 كانون الثاني/يناير 2023م، إنّ الأسرة ستتماسك بقدرٍ كبيرٍ في المرحلة المقبلة.
التعليق:
الملاحظ أن الوسط السياسي في السودان يرى انحراف الأحزاب السياسية عن أهدافها المعلنة، وتحولها إلى لوبيات تتقاطع فيها المصالح لدرجة العنف، خدمة لأهداف لا تعني أهل السودان، وهنا تصبح كل الأهداف مباحة في تلك الحلبة القذرة، حتى أجساد النساء! وبعد هذه الحادثة فإن القادم ليس قابلا لاحتمالات متعددة وغير متوقعة فقط، بل أكثر ما يمكن أن يحدث لن يكون صادماً.
وبفضل هذه الطبقة من السياسيين؛ أصحاب المصالح التي يمليها من لا حرمة له، تنفذ هذه الحركات الدرامية في الجغرافيا السياسية في السودان، والتي طالما تحدثت عنها السيناريوهات والتقارير السرية والتسريبات الإعلامية منذ وقبل سقوط نظام الإنقاذ، حيث أصبحت هذه الألاعيب أمورا عادية.
منذ أن هدمت دولة الخلافة وغاب الإسلام عن الحكم وطُبّقت عوضاً عنه أنظمة الكفر السياسية انتهى الإسلام من كونه سياسياً، وحلَّ محلّه الفكر الغربي الذي عقيدته فصل الدين عن الحياة، فأنشئت لنا طبقة سياسية علمانية الفكر تؤمن بفكرة فصل الدين عن الحياة. والعلمانية في قاموس أكسفورد: مفهوم يرى ضرورة شطب الأخلاق أو أن تقوم الأخلاق والقيم على أساس غير ديني، فكان من الطبيعي أن تتصارع الأحزاب وتتقاتل بأبشع الأساليب!
ورغم انكشاف زيف السياسة العلمانية، إلا أن بعض البسطاء ما زالوا يقولون إنه يجب إبعاد الإسلام عن السياسة، لأن السياسة في نظرهم هي لعبة قذرة والإسلام دين طاهر ولا يجوز أن نلوثه بالسياسة حتى يبقى على نقائه وطهره كما هو، وهم بقولهم هذا يعنون أن نترك السياسة كما هي لعبة قذرة، وهذا تعطيل للسياسة الشرعية.
إن السياسة تعني رعاية شئون الناس، وفي الإسلام تعني رعاية شؤونهم وفق أحكام الشرع. قال رسول الله ﷺ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ»، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ» والحديث يبين أن السياسة هي من أعظم الأعمال فهي من عمل الأنبياء، وقد مارسها الرسول الكريم ﷺ والخلفاء من بعده، وستمارسها دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستلغي السياسة العلمانية القذرة وتحمي الأعراض وبيضة الإسلام.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان