- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عقلية الحكم التي تستخفّ بعقول الناس!
الخبر:
اعتبر الرئيس السوري، بشار الأسد الخميس، وفق بيان صادر عن الرئاسة، أن اللقاءات السورية التركية برعاية روسيا يجب أن تكون مبنية على إنهاء الوجود العسكري التركي، "حتى تكون مثمرة"، في أول تعليق له على التقارب بين الدولتين بعد قطيعة استمرت 11 عاماً. (العربية نت).
التعليق:
عجيب غريب أمر حكامنا! فهذا بشار الأسد بعد أن ترنّح نظامه مرات ومرات وساهمت تركيا في تثبيته بجيشها ومكرها السياسي، بعد كل هذا يريد بشار أن يصوّر للناس أن تركيا عدو، وأنها تحتل أجزاء من أراضي سوريا، وأنه لن يقبل بعودة العلاقات معها إلا بعد أن تُنهي وجودَها العسكريَّ في سوريا.. والقاصي والداني يعلم مقدار الجهود التركية لمنع سقوط نظام بشار.
إنها عقلية الاستخفاف بعقول الناس، العقلية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بإحكام القبضة الأمنية، مع أن سوء رعايتهم لشؤون الناس، وحكمهم بغير ما أنزل الله، وتسليط الأجهزة الأمنية على رقابهم؛ هذه كلها مجتمعة أشعلت فتيل الثورات ضد هذه الأنظمة، لكنهم لا يعتبرون.
إن كان بشار وغيره من الحكام في بلاد المسلمين يظنون أنهم قد وَأَدُوا التحركات الشعبية، وأخمدوا نار الثورات فقد خاب ظنهم، فهم لم يغيروا من سياسات حكمهم شيئاً، ولم يغيروا عقليات الحكم المتخلفة، فالأسباب التي دفعت الناس للتحرك والثورة أول مرة ما زالت موجودة، وتبقى النار تحت الرماد تنتظر هبّة ريح تزيل عنها الرماد لتطفو على السطح، وتقتلع جذور أولئك الحكام، وتُزيلَ الحدود بين بلاد المسلمين، فيحكمها خليفة واحدٌ بشرع الله تعالى، ويرعى شؤونها بأحكام الإسلام؛ بإذن الله القويّ العزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – ولاية الأردن