- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
فتح المعابر مع طاغية الشام هو خطوة باتجاه المصالحة معه
الخبر:
أعلنت وزارة الدفاع لدى الحكومة السورية المؤقتة إعادة فتح معبر عون الدادات الفاصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري في ريف مدينة جرابلس، ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بريف مدينة منبج بريف حلب الشرقي، أمام حركة المدنيين، لأسباب إنسانية. (العربي الجديد)
التعليق:
بعد سلسلة التصريحات التي أطلقها ساسة النظام التركي حول التطبيع والمصالحة مع طاغية الشام؛ خرجت مظاهرات شعبية عارمة رفضا للمصالحة واحتجاجا على تصرفات النظام التركي، وقد حاولت الكثير من القيادات السياسية والعسكرية اتباع سياسة ركوب الموجة بأساليب مختلفة، وإطلاق تصريحات إعلامية تواكب هذا الحراك، وذلك لاحتوائه وحرفه عن مساره، عن طريق محاولة حصر مطالب الحراك برفض المصالحة فقط لإبعاده عن اتخاذ مواقف حازمة من النظام التركي نفسه الذي يطالب من أسماهم المعارضة بالمصالحة، إلا أن ما يحصل على أرض الواقع يكشف حقيقة الأمر، فمن يرفض المصالحة مع قاتل الأطفال والنساء والشيوخ ومنتهك الأعراض لا يفتح معابر معه تمده بشريان الحياة وتعطيه الشرعية تحت أي ذريعة كانت!
فلم تمض أيام قليلة على تصريحاتهم حتى دخلت يوم الأحد 2023/1/8م قافلة مساعدات من معبر الترنبة قرب مدينة سراقب، تبعها بعد أقل من أسبوع إعلان وزارة الدفاع فيما يسمى الحكومة المؤقتة عن فتح معبر عون الدادات الفاصل بين مدينتي جرابلس ومنبج، لتكذب هذه التصرفات جميع التصريحات.
لقد حاولت بعض القيادات السياسية وبعض قيادات المنظومة الفصائلية ذر الرماد في العيون عن طريق المشاركة في المظاهرات الرافضة للمصالحة والقيام بمجموعة أعمال عسكرية محدودة لرفع رصيدها المنهار عند أهل الشام، إلا أن هذه الأعمال لا ترقى إلى مستوى الحدث بسبب عدم جديتها ومشاركاتها الخجولة في الوقت الذي ترى فيه الحشود الضخمة للأرتال العسكرية المدججة بالأسلحة في كل اقتتال فصائلي.
لقد طالب أهل الشام في مظاهراتهم بفتح الجبهات كرد حقيقي على مطالبات النظام التركي بالمصالحة مع طاغية الشام، واعتبروا أن أي عمل يخرج عن هذه المطالب هو ضحك على اللحى والتفاف على الحراك وحرفه عن مساره.
يجب أن يدرك أهل الشام أن قوتهم في تحركهم المنظم والمستمر، وأن ردود الأفعال لا تلبث أن تزول، فلا بد من أن يكون هذا الحراك دافعا لهم لتنظيم أنفسهم وتوحيد جهودهم خلف قيادة سياسية واعية ومخلصة، لضمان استمرار حراكهم، فمشكلة الثورة لم تكن يوما نقصا في العتاد والعناصر، وإنما كانت فيمن تسلطوا على رقاب الناس وقادوهم وفق سياسات مخابرات الدول.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا