السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الاستعمار البريطاني في تونس، يُغيّر جلده

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الاستعمار البريطاني في تونس، يُغيّر جلده

 

 

 

الخبر:

 

قالت سفيرة بريطانيا لدى تونس هيلين وينترتون لدى حضورها يوم الأربعاء 2023/02/01 في برنامج "ديوان البزنس" أن محاور التعاون الاقتصادي بين تونس وبريطانيا ترتكز على 3 مجالات أولها دعم المزيد من الشركات التونسية وأصحاب الأعمال والشركات الناشئة لدخول السوق البريطانية.

 

وأضافت أن المجال الثاني يتمثل في تعزيز الأمن الغذائي في تونس من خلال بناء شراكة قوية بين المؤسسات البريطانية والفلاحين التونسيين في قطاع الزراعة المستدامة. فيما يشمل المجال الثالث استثمار الشركات البريطانية في الطاقة النظيفة التي تعد قطاعا واعدا في تونس مشيرة إلى أنه تم توقيع مذكرة تفاهم في هذا الإطار.

 

ولفتت السفيرة إلى أن بلادها تعمل مع الشركات التونسية لمعالجة تغير المناخ بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار وتركز مع البنك الدولي والحكومة التونسية في بعض الإصلاحات المهمة التي تهم القطاع المالي والرقمنة وتدريس الإنجليزية في المدارس الابتدائية مشددة على أن هناك فرصا كثيرة لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين. (ديوان أف أم)

 

التعليق:

 

يبدو أن الاستعمار البريطاني الجاثم فوق صدور أهل تونس منذ عقود مصرّ على عدم التفريط في تونس لمنافس استعماري آخر، معولاً على ضعف ذاكرة البعض ومستثمرا في فشل المسار السياسي الذي تدعمه فرنسا. ففيما أشرفت الشركات البترولية البريطانية على غرار بتروفاك وبريتش غاز على نهب الغاز الطبيعي بأبخس الأثمان وبيعه لشركة الكهرباء والغاز بالسعر العالمي، ما جعل الشعب يدفع فاتورة جرائم النظام السابق أضعافا مضاعفة إلى اليوم، تعود المقيمة العامة البريطانية لتطل برأسها من صفاقس عاصمة الجنوب وتحدثنا حديث الحرباء عن الاستثمار في الطاقة النظيفة.

 

إن زيارة سفيرة بريطانيا لصفاقس، وعقدها لقاءات مع غرفة التجارة التونسية البريطانية وغرفة التجارة والصناعة بصفاقس، وظهورها الإعلامي في إذاعة ديوان أف أم وظهورها أيضا في أعلى أسوار المدينة العتيقة فوق مقر الديوان رمز الهيبة والحكم زمن الخلافة العثمانية، لهي رسالة مشفرة لها ما بعدها، وهي مقدمة لزيارات قادمة ستقوم بها هذه السفيرة التي تحاول إغراء الأغبياء والسذج بمعسول الكلام كالحديث عن الطاقة النظيفة وعن التغير المناخي، مع أن سفارتها ظلت لعقود مصدرا لتلويث المناخ السياسي في تونس، ومنبعا لكل الأوساخ والأدران التي علقت بالمشهد السياسي إلى اليوم.

 

إن من أراد إنهاء مسار التنكيل بالشعب التونسي، عليه أن يسارع فورا إلى غلق أوكار التجسس التي يشرف عليها الاستعمار بل يشرف عبرها على تنظيم شؤون البلد بما يخدم مصالحه، وإلى فك الارتباط بالجهات التي ثبت تورطها في الفساد والتعامل مع لوبيات اقتصادية أشار إليها سفير الاتحاد الأوروبي نفسه ذات يوم، بل كشفها تقرير لجنة تقصي الحقائق التي رأسها الأستاذ عبد الفتاح بن عمر رحمه الله قبل أن يلقى حتفه، فضلا عن تقارير دائرة المحاسبات، التي خصت الشركات البترولية البريطانية ببعض الفصول، ومع ذلك لا يستحي سفراء الدول الاستعمارية من أن يمدوا وجوههم مجددا ويعطونا دروسا في الاستثمار وأولويات التعليم والفلاحة والطاقة النظيفة، فتسخر لهم المنابر رقصا على جراح أهل تونس، في حين يُعتقل حملة الدعوة الإسلامية، ممن يتمسكون بحبل الله لا غير، ويقودون الناس نحو البديل الحضاري للأمة.

ألا فليعلم القاصي والداني، أن من رضي بهذا المسار الخياني وشارك سفراء الدول الاستعمارية دجلهم، وتستّر عن جرائمهم المتراكمة طمعا في عرض من الدنيا قليل، فليعلم أن ساعة الحساب قد حانت، وأن دولة الخلافة قائمة قريبا بإذن الله، وستزلزل الأرض من تحت أقدام أعداء الأمة وستقتص من كل الحكام الظلمة وأعوانهم، الذين أوصلوا خير أمة أخرجت للناس إلى هذا المستوى من الانحدار السياسي والاقتصادي، بل بعد أن ثبتت خيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين، ولن يشفع لهم حينها تمسحهم بأكتاف القادة ولا لعقهم لأحذية السفراء ولا تعلّقهم بطائرة أجنبية تحلق في السماء، فهلّا تفكرّوا في حالهم يوم اللقاء؟

 

قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس وسام الأطرش – ولاية تونس

آخر تعديل علىالخميس, 09 شباط/فبراير 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع