- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إضراب المعلمين في فلسطين وسياسة التجهيل
الخبر:
بدأ معلمو فلسطين إضراباً عن العمل منذ أيام بعد نكث السلطة لوعودها بشأن زيادة الرواتب وربطها بغلاء المعيشة. وذلك بعد اتفاق تم توقيعه بين حراك المعلمين من جهة ووزارة التربية والاتحاد العام للمعلمين، على إثر الإضراب الذي استمر لأكثر من شهرين في نهاية العام الماضي.
التعليق:
إن معاناة أهل فلسطين لا تقتصر على الاحتلال الذي سلب أرضنا ويقتل أبناءنا وينهب ثرواتنا دون حسيب ولا رقيب، بل إنها تتفاقم بوجود السلطة الفلسطينية التي تزيد البلاء بلاء، وأهل فلسطين يعون على هذا جيداً، فهي ذراع أمني واقتصادي يحمي الاحتلال، وسيف مسلط على رقاب الناس. فلسطين بنظرهم مزرعة خاصة بهم، يضيّقون فيها على عباد الله كيفما يشاؤون.
تهميش قطاعات الصحة والتعليم والخدمات العامة سمة من سمات السلطة الفلسطينية، وهي تنتهج سياسة التضييق على كل من يرفع صوته مطالبا بحقه. تتملص من التزاماتها بحجة اقتطاع كيان يهود للأموال التي تجبيها من الضرائب. لكن الناظر لإنفاق السلطة على قطاعات الأمن، وميزانيات الوزراء والنواب وعلى أزلامها يرى الكم الضخم من الأموال التي تؤخذ من جيوب الناس وتتدفق في غير رعاية مصالحهم.
في نهاية عام 2022 خاض قرابة 90% من المعلمين إضراباً هو الأطول، استمر قرابة الشهرين نتيجة عدم وفاء السلطة بصرف رواتب الموظفين كاملة متذرعة بعجز في الميزانية. وتم إنهاء الإضراب بعد وساطات باتفاق يتضمن تشكيل نقابة منتخبة للمعلمين تمثلهم بشكل حقيقي، وصرف الرواتب كاملة مع علاوة 15% وربط الرواتب بغلاء المعيشة، لكن كل هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح.
فهل مثل هذه السياسات من محاربة للناس في أرزاقهم وإذلال المعلمين حريصة حقا على العلم والطلاب؟! أم أنها سياسة مقصودة لخلق جيل يكره التعليم ومجتمع لا يوقر المعلم؟
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال