- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الإسلام هو دين وسطي؟
الخبر:
ترويج قناة الجزيرة لما يسمى "الإسلام الوسطي".
التعليق:
لقد عمد عملاء الغرب، في تكريسهم لاستعمار الغرب في بلاد المسلمين، على سياستين؛ سياسة خشنة وسياسة ناعمة.
أما الخشنة؛ فتمثلت في الاستبداد والظلم والقهر والقتل والتعذيب، والتي كانت ثورات الربيع العربي نتاجاً طبيعياً لها. وأما الناعمة؛ فتمثلت في نشر ما يسمى قيم الوسطية والاعتدال، والتي يمكن اختصارها (بأسلمة النظم الغربية).
والوسطية والاعتدال هي مصطلحات طارئة مستحدثة، لم ترد على الأمة الإسلامية إلا بعد تسلّط الرأسماليّة التي بُنيت في أساسها على فكرة الحل الوسط؛ فكان من جرّاء هذا التّسلط على المسلمين أنها أدخلت هذا المفهوم الخاطئ وحاولت جعله جزءاً من شريعتهم الإسلاميّة، فأصبح بحث بعض المسلمين للأحكام الشّرعية ينطلق من منطلق التوفيق بين الأطراف، للوصول بهم إلى حلٍّ وسط بغضّ النّظر عن الحكم الشرعيِّ وبعيداً عن طريقة البحث الشّرعيّة، فحاولوا إلباس الإسلام أحكاماً لا علاقة له بها، كمن نادى بالتّوفيق بين العلمانية والخلافة، فخرج بالمدنية بمرجعية إسلامية، ونتج عن ذلك المناداة بقيم الحداثة والديمقراطية المبنية على الحريات العامة، وجعلت النظرة تجاه قضايا الأمة، ومحاولة معالجتها، محصورة ضمن الإطار الوطني لا تتعداها، على خلاف الإسلام الذي لا يقيم وزناً لحدود الاستعمار.
ورغم رفض الأمة بمجملها للسياسة الأولى، إلا أن السياسة الثانية، التي هي أخطر من سابقتها، ما زالت تنطلي على الكثيرين للأسف، نتيجة قلة الوعي السياسي. وهذه السياسة مدعومة بقوة من منظمات ومؤسسات غربية على رأسها مؤسسة راند، وتصرف لها مليارات، ويوظف لها علماء ودعاة، ويروج لها إعلام، ويُعِدّ لها مناهج. وتُعَدّ قطر وإعلامها كالجزيرة، على رأس المروجين لهذه السياسة.
فمتى نستيقط من سباتنا، ونعلم أن أي محاولة توفيق بين الحق والباطل، هي محاولة فاشلة، كما أثبت ذلك الواقع العملي، فضلاً عن بطلانها شرعاً؟! ونحن بغنى عن ذلك، فالحل بأيدينا، وقد اختصره نبينا الكريم ﷺ في جملة واحدة، حيث قال: «إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي».
قال عز وجل: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس عمر محمد