السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
التبعية و"استقلال" أوزبيكستان!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

التبعية و"استقلال" أوزبيكستان!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في 13 شباط/فبراير، نشرت وكالة "راديو ليبرتي" للأنباء مقالاً على صفحتها على الإنترنت جاء فيه: "السيطرة على الغاز سلاح جيوسياسي مهم للكرملين، ويتحدّث المحقّق عن كيفية كشف علاقات الكرملين بقطاع الغاز الأوزبيكي.

 

أصدر راديو أوزودليك تحقيقاً وجد أنّ المطّلعين الأوزبيك والروس، بمن فيهم المرتبطون بشركة غازبروم، قد سيطروا على مئات من حقول الغاز والنفط في أوزبيكستان في عهد الرئيس الحالي شوكت ميرزياييف. إنّ المستفيدين الرئيسيين من هذه المشاريع هم شركات مبهمة تشمل بين مالكيها الملياردير جينادي تيمشينكو، الشريك المقرّب لفلاديمير بوتين.

 

التعليق:

 

بينما يُعاني شعب أوزبيكستان والبلاد المجاورة من البرد القارس، حدّت السلطات من إمداد السكان بالغاز والضوء والتدفئة. في العاصمة طشقند، لم تكن هناك أي إنارة أو تدفئة في المنازل منذ عدة أيام حتى الآن. يشعر الناس بالغضب وينزلون إلى الشوارع مطالبين بتحسين سبل العيش. على خلفية نقص التدفئة والكهرباء في المدن، تعج ساحات الإنترنت بالأخبار التي تفيد بأنّ الغاز الأوزبيكي، الذي يحتاجه الناس للتدفئة والطبخ، في أيدي الكرملين.

 

هذا ليس خبرا، لأن أولئك الذين يدرسون السياسة والسياسة العالمية يعرفون أن هناك دولاً رائدة ودولاً مستقلة ودولاً تابعة. يتصارع القادة والدول المستقلة فيما بينهم من أجل الحق في امتلاك الموارد الطبيعية. والدول التابعة، مثل أوزبيكستان ومواردها الطبيعية، فريسة للدول المستعمرة وضحايا لها.

 

بعد احتلال روسيا القيصرية لآسيا الوسطى، ثم من بعدها الاتحاد السوفيتي، ظلت أوزبيكستان والدول المجاورة تابعة للكرملين. يبدو أن أكثر من 30 عاماً قد مرت منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وإعلان أوزبيكستان دولة "مستقلة"، لكن الدولة لا تزال خاضعة ومذعورة لمصالح الكرملين. لماذا يحدث هذا؟

 

ينتج سلوك الإنسان من مفاهيمه. فإذا بنى الشخص مفاهيمه على فكرة أساسية عن الكون، والحياة، والإنسان، ومن أين أتى وإلى أين مصيره، وما هي العلاقة بينهم، فهذا الشخص على طريق النهوض. أي أنه أساس مبدئي يؤدي إلى نهضة الإنسان ونتيجة لذلك ينهض المجتمع والدولة ويصبحان قويين ومستقلين.

 

هذا مثال على الفكر الإسلامي. لقد أتى النبي محمد ﷺ إلى العالم برسالة سماوية من الخالق سبحانه وتعالى، وهي الإسلام. لم يهتم أحد بالقبائل العربية في شبه الجزيرة العربية حتى جاء الإسلام ووحد القبائل العربية المتحاربة، التي تعيش على أسس قبلية وقومية، في أمة إسلامية واحدة تقوم على العقيدة الإسلامية. ثم حملت هذه الأمة نور الإسلام إلى جميع أنحاء العالم. ارتجفت القوى العالمية في ذلك الوقت - بيزنطة وروما وبلاد فارس - من الخوف من فقدان أراضيها وسلطتها عندما سمعت عن الإسلام والمسلمين. وهكذا حدث، فقد فشلوا، واندثروا في نهاية المطاف في غبار التاريخ، وأخذ المسلمون مكانهم على أساس العقيدة الإسلامية. أي أن الأساس المبدئي ضروري لتنمية الإنسان والمجتمع والدولة. ولكي يكون هذا التطور صحيحاً ومستمراً، نحتاج إلى الفكر الصحيح، وهذا هو الفكر الإسلامي!

 

حكومة أوزبيكستان، ممثلة بالرئيس السابق إسلام كريموف، وفي الوقت الحالي ميرزياييف لم تستطع أن تقدم للناس أي فكرة أخرى غير القومية لتنمية الإنسان والمجتمع والدولة. القومية في جوهرها فكرة ضيقة وضحلة غير مناسبة لتوحيد كل الناس والوصول إلى النهضة.

 

الناس متجمدون في الجهل، مشغولون بالتفكير فقط في تلبية حاجاتهم العضوية. نشهد صراعات مستمرة بين البلاد المجاورة وتدهور وفقر ودمار. الأراضي الغنية بالموارد الطبيعية لا تعود بأي منفعة على الناس، في حين إن أصحاب السلطة وأسيادهم المستعمرين ينمون ثروتهم بسرقة ممتلكات الناس.

 

يعيش مسلمو أوزبيكستان اليوم تحت قيادة طغاة على أساس الأفكار القومية، وينظرون إلى الإسلام على أنه دين كهنوتي ليس له علاقة بالحياة. إن فكرة العلمانية هذه هي ثمرة الكفار المستعمرين من الغرب، الذين يستخدمون هذه الفكرة الزائفة وغير العملية لاستعباد المسلمين والسيطرة عليهم، بل البشرية جمعاء لصالحهم. هذا هو السبب في أننا نرى كيف أن مسلمي أوزبيكستان على مدى 30 عاماً لم يحرزوا أي تقدم فحسب، بل شهدوا تدهورا مادياً ومعنوياً. لا يستطيع الناس حتى الاستفادة من ممتلكاتهم التي أخذتها السلطات منهم.

 

إن حلّ مشاكل المسلمين وإرساء مسار النهضة سيكون عندما يقبل مسلمو أوزبيكستان الإسلام كنظام لحياة الإنسان والمجتمع والدولة. عندها يتخلص مسلمو أوزبيكستان من قيود الاستعمار أخلاقياً وفكرياً وروحياً ومادياً، ويسقطون الطغاة عبيد المستعمرين، ويعيدون إحياء دولة الخلافة الإسلامية، ويجلبون نور الإسلام إلى العالم أجمع.. قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إلدر خمزين

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالسبت, 25 شباط/فبراير 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع