- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الزلزال الذي وقع في تركيا
الخبر:
أردوغان: 98٪ من المباني التي دمرها الزلزال بنيت قبل عام 1999. (روسيا اليوم)
التعليق:
يدرك كل متابع للفاجعة المؤلمة التي وقعت جراء الزلزال المدمر في كلّ من تركيا وسوريا أن هذا الدمار الهائل في المباني والأعداد الكبيرة للقتلى والجرحى لا بدّ أن تتحمّل مسؤوليته جهة بعينها، لاعتبار أنّ المنطقة التي حصل فيها الزلزال معلوم أنّها مصنّفة ضمن النقاط الأكثر خطورة من حيث وقوعها على ملتقى صفائح تكتونية، وهي بدورها قد تعرضت في السابق لزلازل مدمرة، والأمر الأهم هو أنّ التقدم العلمي الحاصل في مجال الوقاية من الزلازل على مستوى العالم قد بلغ بدوره تطوّراً من شأنه تجنّب وقوع مثل هذه الأرقام الهائلة على المستوى المادي والبشري.
وبغضّ النظر عن مدى مصداقية هذا الرقم الوارد فإن من يقرأ مثل هذا التصريح من أردوغان يدرك حجم إجرامه عندما يحاول بشتى الوسائل التهرب من المسؤولية، وواقع حاله يقول إن هذا اللّغم الأرضي الذي انفجر تحت هذه المباني التي تداعت على رؤوس قاطنيها إنما زُرِع في العام 1999 أي قبل استلامه للحكم، إلّا إنّه كان على علم بوجوده!
واللافت للانتباه أيضاً أنّ أردوغان قبل تصريحه هذا بأيام قام بإلقاء القبض على العديد من المقاولين الذين قاموا بالإشراف على المباني المتهدّمة نتيجة الزلزال، استدراكاً منه لحجم الضغوط الداخلية من المعارضين والمتضررين وتمهيداً منه لجعلهم كبش الفداء وتحميلهم المسؤولية المباشرة لهذه الجريمة. خاصة أن الإعلام بات يقوم بالتركيز على مثل هذه الجوانب وكيف أن مناطق لم يتعرض فيها أي بناء للهدم مثل مدينة إرزن الواقعة ضمن محافظة هاتاي التركية والتي تبعد حوالي 150 كيلومتراً عن كهرمان مرعش والتي كانت فوق مركز الزلزال. وأنّ هناك من المعماريين مثل أيدن دورسون برز اسمه لكون المباني التي أنشأها لم تتعرض للهدم وهي ضمن نطاق المناطق المتضررة بشدة.
وهنا ينبغي التساؤل حول الجهة التي تتحمل مسؤولية ما حصل، فهل تطبيق شروط السلامة في البناء مردّه الوازع الداخلي للمقاول أم أنّ مرجعها وضبطها مناط برادع الدولة؟
فلو كان ترك رعاية شؤون الناس مردّه الوازع فحسب لما كانت هناك حاجة لإقامة دولة تردع المخالف والشاذ، بالتالي فإنّ الدولة هي المسؤول الأول والأخير عن تسيير ورعاية شؤون الناس على الوجه الذي تستقيم به أحوالهم. ومن هنا ندرك أهمية الأثر الذي يُنسب للخليفة عثمان رضي الله عنه بقوله: "إنّ الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله العلي