- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الرأسمالية ثمرة خبيثة وجب اجتثاثها
الخبر:
قال مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الأحد إنه انضم إلى البنوك المركزية لكندا وإنجلترا واليابان والبنك المركزي الأوروبي والبنك الوطني السويسري؛ في إجراء منسق لتعزيز توفير مزيد من السيولة لطمأنة الأسواق، وذلك في خضم أزمة الثقة في النظام المصرفي.
وجاءت هذه الخطوة عقب اتفاق توسطت فيه السلطات السويسرية لجعل بنك يو بي إس يشتري منافسه كريدي سويس لمنع انهياره، وتشير إلى شدة قلق محافظي البنوك المركزية بشأن الاضطرابات الأخيرة في النظام المالي في أوروبا والولايات المتحدة.
وقال مجلس الاحتياطي الاتحادي في بيان صدر إلى جانب بيانات من البنوك المركزية الخمسة الأخرى - "لتحسين فعالية خطوط المبادلة في توفير التمويل بالدولار، وافقت البنوك المركزية التي تعرض حاليا عمليات بالدولار على زيادة وتيرة عمليات الاستحقاق لمدة 7 أيام من أسبوعية إلى يومية". (الجزيرة)
التعليق:
إن أزمة انهيار بنك وادي السيلكون وما تبعه من انهيار بنوك أخرى لهو خير دليل على فساد المبدأ الرأسمالي ومعالجاته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
فعلى مستوى السياسة جعل المبدأ الرأسمالي العالم على شفا جرف هار، تكاد الحرب العالمية أن تبدأ في أية ساعة بسبب حالة التوتر العالمية سواء على مستوى الحرب الأوكرانية الروسية أم على مستوى الصين وتايوان بل على مستوى الشرق الأوسط أيضا، فلم تنج منطقة من شرور الدول الرأسمالية الاستعمارية وعلى رأسها رأس الكفر أمريكا.
وعلى المستوى الاجتماعي فقد دمرت الرأسمالية الأسرة بإجبار العالم على تطبيق مفاهيمها عن الحياة على شعوب تلك الدول كقانون حماية الأسرة سيداو وقانون حماية الطفل وغيرها من التشريعات الإجرامية التي تهدف لهتك النسيج المجتمعي للأمم والشعوب.
وعلى المستوى الاقتصادي دمرت الرأسمالية الأفراد والمجتمعات والدول بنظامها الاقتصادي بقانون الندرة النسبية وجعل الثمن أداة ومحددا من يحق له امتلاك السلعة أو الخدمة، وجعلت الاقتصاد أساسه الربا فكانت البنوك تتحكم في الناس، واليوم نرى بأم أعيننا كيف تنهار البنوك وتفلس بسبب رفع نسبة الربا، لقد رفعتها أمريكا وتبعتها كل دول العالم لكبح جماح التضخم في الأسواق الذي أكل رواتب ومدخرات الناس، وفي المحصلة كانت هذه النتيجة إفلاس البنوك وضياع مدخرات الناس.
كل ما يحدث هو بسبب بطلان المبدأ الرأسمالي وتشريعاته لأنه ألغى الذهب من كونه العملة واعتبره سلعة كباقي السلع وجعل الدولار الذي لا سند له هو أصل العملات وميزان صرفها، وكل ذلك من موبقاته، فلن تصلح البنوك والدول ما أفسده هذا المبدأ الظالم.
إن الرأسمالية بنظامها الاقتصادي ثمرة خبيثة وجب اجتثاثها من على الأرض لتهنأ البشرية، ولن يكون ذلك إلا في ظل دولة الإسلام؛ الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الطميزي